تجددت الاتهامات بين السلطات السورية والمعارضة حول الأطراف الضالعة في مجزرة مدينة حمص التي راح ضحيتها أكثر من 90 قتيلا، حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ففي الوقت الذي أعلنت فيه وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا'' نقلا عن مصادر مسؤولة قولها إن ''مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام والمدنيين ببلدة تلدو في ريف حمص''، أشارت المعارضة إلى أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في حق المدنيين. وقد أجمعت كل المصادر الرسمية والتابعة للمعارضة أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجماعات المنتمية للجيش السوري الحر المنشق وقوات الجيش السوري في المنطقة، فيما أفاد بيان لبعثة المراقبين الدوليين في سوريا أن وفدا من المراقبين زار بلدة تلدو للوقوف على حقيقة ما جرى من خلال شهادات السكان. وقد سارعت المعارضة السورية للتنديد ب''المجزرة''، حيث طالب برهان غليون، الرئيس المؤقت للمجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي والأممالمتحدة بإعلان فشل خطة كوفي عنان للحل السلمي، داعيا في ذات السياق كوفي عنان إلى إلغاء زيارته المقررة إلى دمشق، على اعتبار أن النظام المستمر في ارتكاب المجازر وانتهاك حقوق الإنسان لم يعد يحمل أي شرعية، كما طالب المجلس الوطني بعقد مجلس الأمن الدولي. من جهتها طالبت لجان تنسيق الثورة السورية بضرورة تدخل مجموعة ''أصدقاء سوريا'' عسكريا للإطاحة بالنظام السوري، فيما دعا العميد الركن مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، عناصره إلى توجيه ضربات نوعية لقوات الأسد وجميع رموزه. من جانب آخر، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى أن حجم وتطور أساليب التفجيرات الأخيرة في سوريا يشيرُ إلى وقوف جماعات إرهابية متمرسة وراءها، حيث جاء في الرسالة التي وجهها إلى مجلس الأمن دعوة إلى الدول أعضاء المجلس بعدم تقديم أي دعم عسكري للأطراف المتنازعة في سوريا، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى تدهور أمني أكبر وفوضى قد تُدخل البلاد في حرب أهلية، وهو ذات ما ذهب إليه المبعوث الخاص للجامعة العربية والأممالمتحدة كوفي عنان، الذي جدد عزمه زيارة دمشق لبعث خطة السلام من جديد، معتبرا أنه بالرغم من أن النتائج لم تظهر إلى الآن، إلا أن الخطة المقترحة هي الواحدة القادرة على إنهاء الأزمة في سوريا. وفي سياق ذي صلة، أشارت مصادر دبلوماسية أمريكية إلى أن روسيا تتغاضى عن دعوة الأممالمتحدة المتعلقة بحظر بيع الأسلحة لدمشق، في إشارة إلى توفر معلومات لديها تفيد بأن سفينة شحن روسية تنقل أسلحة متجهة إلى ميناء طرطوس، على أن تصل في غضون بحر الأسبوع القادم، الأمر الذي لم تعلق عليه الخارجية الروسية، التي أشارت في وقت سابق إلى أنها تعتزم الالتزام بكل صفقات الأسلحة المبرمة مع دمشق قبل بداية الأزمة.