أفرجت وزارة الثقافة عن مجموعة الأفلام المقرر إنتاجها تماشيا واحتفالات الذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر، القائمة التي ضمت 31 عملا منها 11 فيلما طويلاً، و20 وثائقيا تتناول في مجملها الثورة التحريرية الجزائرية، ويقوم على إخراجها مجموعة من المخرجين تمكنوا على مرّ التظاهرات الثقافية التي شهدتها الجزائر أن تنال رضا السينما و"رضا الوزارة". بعد أن أصدرت الوزيرة أمراً بضرورة تقديم نتائج لجنة القراءة في ال30 أفريل الماضي، وبعد انسحاب أكثر من رئيس للجنة القراءة، تقدم لنا اليوم وزارة الثقافة النتائج النهائية للأفلام عن طريق الموقع الإلكتروني في نسخته الفرنسية، وهذا ليس تحضرا في استعمال التكنولوجيات لأن الموقع يحمل كوارث حقيقية في التحيين وتجديد المعلومات، ولكن بقدرة قادر تقدم نتائج الأفلام على الموقع الإلكتروني ولا تكلف الوزارة نفسها عقد ندوة صحفية يقوم بها المسؤولؤن عن قطاع السينما يقدمون فيها النتائج بحضور لجنة القراءة المعتمدة لتأكيد مصداقية الاختيارات المقدمة، وكذا تقديم أسباب رفض 127 عمل تم تقديمه لأن عدد الأعمال المقدمة هي 158 عمل، في حين تم الوقوف على 31 عملا فقط. لجنة القراءة.. والاختيارات العليا ترأس في البداية لمين مرباح لجنة القراءة التي نجهل أعضاءها، مع بعض الأخبار التي قالت إن الكاتبين عبد الحميد بورايو ومحمد ساري كانا من بينهم.. ولكن بعد وقت بسيط انسحب لمين مرباح، فخلفه أحمد بجاوي، هذا الأخير الذي لم يمكث طويلاً وترك المكان مؤكدا ل"الفجر" أن أسباب انسحابه هي عدم مصداقية الاختيارات وهناك الكثير من التجاوزات والأمور التي تفرض على اللجنة، كما أكد أن السينما ليست بريكولاجا ولا يمكن لأي عمل أن ينجر حتى بتاريخ 5 جويليه 2013. بعد ذلك ترأس اللجنة موسى حداد، وتوصلت في فترته لجنة القراءة إلى تحديد الأعمال بعد الضغط من طرف الوزيرة التي حددت التاريخ ب30 أفريل، وقال الشارع السينمائي حينها إن الأفلام تقرأ في البيوت والقائمة الفعلية موجودة على مستوى الوزارة وتحكمها المحاباة والعلاقات الشخصية.. الأفلام الطويلة.. والأسماء الطويلة أفرزت القائمة الخاصة بالأفلام الطويلة عن فيلم "الدخلاء" لكاتبه الصحفي جمال الدين مرداسي، أما الإخراج فهو لعاشور كساي. الفيلم الثاني هو "أسوار القلعة السبع" للمخرج احمد راشدي إخراجا وتأليفاً. الفيلم الثالث هو بعنوان "الآبار" لكاتبه ياسين بلحاج وإخراج لطفي بوشوشي. فيلم "العربي بن مهيدي.. مؤسس" لمراد بورابون ومن إخراج المخرج سليم رياض.. علما أنه صرح لنا في مناسبات عديدة عن هذا الفيلم أنه بصدد التحضير له، الأمر الذي يجعلنا نرجح أن غالبية المشاريع كانت موجودة ومقترحة للإنتاج قبل فترة طويلة.. وهذا الإعلان وحكاية لجنة القراءة ما هي إلا لذر الرماد في العيون. نجد أيضا فيلم "لم نكن أبطالاً" للمغترب نصر الدين قنيفي.. كما وافقت اللجنة أيضا على مشروع فيلم "البرنوس المحترق" الخاص بقصة لالا فاطمة نسومر للمخرج بلقاسم حجاج، علما أن السيناريو كتبه إلى جانب السيناريست الكندي مارسال بوليو الذي تردد كثيرا في الفترة الأخيرة على الجزائر.. وذات الأمر يطرح لأن هذا المشروع كان موجودا مسبقا على طاولة وزارة الثقافة ولم يأت به إعلان وزارة الثقافة. هذا بالإضافة غلى فيلم "يوميات قريتي" للمخرج كريم طرايدية، وكذا فيلم "عملية مايو" لعكاشة تويتة، وفي القائمة أيضا فيلم بعنوان "عمود السعد الجنوب" لكاتبه سليم سحالي وإخراج عبد الباري أبو الخير.. هذا الاسم الذي لم يتردد وربما هو في الغالب غير جزائري.. نجد أيضا فيلم ربيع بن مختار المعنون ب"كان ياما كان.. في قرية"،إضافة إلى فيلم "الرجل الذي أحب الجزائر" للسيناريست الشاب كريم خديم وإخراج جعفر قاسم.. وعليه نحن أمام مشاريع قديمة نوعا ما.. كشف عليها أصحابها في أكثر من مرة، وظلت على طاولة وزارة الثقافة ردحاً من الزمن حتى جاءت لجنة القراءة المهيبة وحددتها أخيرا. بين وثائقي الثورة.. ووثائقي تلمسان الرقم في الأفلام الوثائقية مضاعف، ولعل تجربة ال45 فيلما وثائقيا لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة العربية 2011 كشف مستوى مرتبكا في هذا النوع من الأفلام، ما عدا بعض الأعمال التي أبعدت الشبهة عنها باتباعها المعايير السليمة في الإنتاج الوثائقي.. ولعل الوزارة والمخرجين الذين يعملون في هذا الحقل يفرقون بين الفيلم الوثائقي العادي الذي يتضمن التعليق والشهادات والأرشيف فقط وبين الفيلم الوثائقي الذي يتضمن المشاهد التوضحية التمثيلية.. وفي الحقيقة لا يوجد هذا التقسيم على الإطلاق.. لأن كل ذلك على حسبما تتطلبه البنية.. اللهم فقط إذا كان التقسيم من أجل الميزانية فهذا أمر آخر.. لأن الاحتراف في تقديم المشاهد التوضحية التمثيلية غالبا ما يكون صامتا ولا يتجاوز بضعة مشاهد.. وحسب القائمة التي وضعت في موقع الوزارة الإلكتروني دائما، نجد أن لجنة القراءة كشفت عن 20 عملا وثائقيا تصدره رشيد بوشارب بوثائقي يحمل عنوان "الولاية السابعة"، وكذا المخرج عبد الرزاق هلال في وثائقي عن "حمداني عدة". رزيقة مقراني تقدمت بفيلم ميلود قايد، إلى جانب رامول قيس في فيلم "قتشاشة.. مركز عبور"، حميد بوسماح تقدم بفيلم "حرب الصور 54-62". كما تقدم علي بلود بفيلم "نوفمبر الساعة تي"، نجد كذلك يحي مزاحم إلى جانب المؤلف طيب توهامي في فيلم " بقايا آخر السيجارة"، وقد تترجم بالعامية إلى "البونتة". العربي لكحل بفيلم "تاريخ المنطقة الثامنة".. كما نجد فيلم عبد الكريم جاد الخاص ب"المثقفون في الحرب التحريرية"، بالإضافة إلى عبد الرحمن مصطفى في "محارق الظهرة" الذي سبق أن قدم للتلفزيون. كما نجد دوروتي م كلو في فيلم الرحلة.. فيلم "الفاتح من جويليه" للمخرج أحمد بن كاملة، في حين كتب نصفه المؤرخ الجزائري محمد خوجة. نجد أيضا الصحفي سليم أقار مؤلفاً ومخرجاً لفيلم وثائقي بعنوان "الكاميرا والبندقية". وبعد زبانة يقف المخرج سعيد ولد خليفة على مشروع وثائقي خاص ب"خط موريس". والمخرج الشاب مؤنس خمار في فيلم عن الشهيد محمد شطة بعنوان "شاهد القبر المجهول".. من جانبه قدم علي فاتح عيادي فيلم عن "أونريكو ماتي وثورة الجزائر"، في حين قدم شوقي خروبي فيلم "حرب الجزائر.. الخلاص". كما نجد فيلما عن منطمة OAS .. السعيد علمي من جانبه سيقدم فيلما خاصا بمعسكرات الاعتقال، أما محمد لطرش وزياني فسيقدمان فيلما عن UGEMA. والملاحظ هنا التركيز الكبير على الثورة الجزائرية من المنظور الفرنسي، على غرار فيلم الولاية السابعة لبوشارب، والفيلم الخاص ب OAS.. وكذا فيلم "أونريكو ماتي وثورة الجزائر" دوروتي م كلو في فيلمها الراحلة. ولكن عددا من الإشكاليات تواجه هذه الأفلام أهمها متى سنشاهد أول فيلم..؟؟ التقدير الأولي لإنجاز أي فيلم طويل هو على الأقل سنتين.. فهل سنشاهد هذه الأفلام حقا في ذكرى الاحتفالات التي لا يفصلنا عنها سوى شهر وبعض أيام..؟؟ هل بدأت السرعة خاصة أن جميع المذكورين في القوائم المقدمة قد تم استدعاؤهم من أجل توقيع اعتماد تصوير أولي.. في حين سيتم صب دفعة مالية أولى بمقدار 35 بالمائة من المبلغ الموافق عليه.. علما أننا نتوق لمعرفة ميزانية فيلم رشيد بوشارب ذلك الذي لا يرضى إلا بالميزانيات العالمية..