يفتتح اليوم مهرجان »أبوظبي السينمائي 2011« في طبعته الخامسة والذي يمتد إلى غاية 22 أكتوبر الجاري، في غياب ملفت للسينما الجزائرية التي اقتصرت على مشاركة المخرج أمين سيدي بومدين بفيلمه القصير »الجزائر العاصمة غدا«، حيث سيتم عرض 200 فيلم من 43 دولة موزعة ما بين أفلام وثائقية وروائية وأفلام قصيرة من بينها 6 أفلام تعرض للمرة الأولى في الوطن العربي و8 عروض عالمية حصرية للمهرجان. تتنافس أفلام المهرجان على جوائز تقدر قيمتها بمليون دولار، وهي أعلى جوائز في مهرجان سينمائي بالعالم، كما يتضمن عدداً من الفعاليات الخاصة مع أبرز السينمائيين والعاملين في صناعة الأفلام وكذلك الموسيقيين والنقاد. المهرجان مخصص هذا العام لتكريم اثنين من الحاصلين على جائزة نوبل للآداب، الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ والشاعر البنغلاديشي "رابندرانات طاغور"، تعرض خلاله سلسلة من الأفلام المقتبسة من أعمالهما الروائية. الافتتاح سيكون بفندق "فيرمونت باب البحر" بالفيلم الكندي »السيد لزهر« للمخرج "فيليب فالاردو" الذي يؤدي فيه الممثل محمد فلاڤ دور البطولة يصور هجرة معلم جزائري، يدعى بشير لزهر إلى كندا للاشتغال في مجال التعليم وتعويض معلمة كندية أقدمت على الانتحار والمرشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2012، والذي سبق له ان حاز على جائزة أحسن فيلم في مهرجان "لوكارنو" بسويسرا. يتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 17 فيلما روائيا طويلا و12 فيلما وثائقيا طويلا، وستشارك فيه أعمال للمخرج الروسي "أندريه زفياكنتسوف" والمخرج الكندي "ديفيد كروننبيرغ" والإيطالي "ناني موريتي" والأمريكيين "ستيفن سودربيرغ" و"مارتن سكورسيزي" و"جورج كلوني" والإنكليزي "مايكل يونتربوتوم" والألماني "فيم فيندرز". كما سيقدم "جيمس مارش" صاحب الأوسكار عن فيلمه »رجل على الحبل« وثائقيا جديداً بعنوان »أرتور ربشتاين«، ومن اليابان يحضر فيلم "هيروكازو كور إدا"، ومن إيران "أصغر فرهادي"، ومن الصين "تشين كياج". كما يقدم المهرجان عروضاً في الهواء الطلق للمرة الأولى في فندق "فيرمونت باب البحر". وعلى هامش المهرجان تنظم جلسات نقاش منها ندوة حول »صناعة السينما في أبوظبي« وأخرى بعنوان »أبعد من هوليوود وبوليوود« تناقش مستقبل السينما المستقلة في المنطقة العربية، ويشارك فيها خبراء من شركات المبيعات العالمية، ومن الموزعين الإقليميين، الذين يناقشون أنواع الأفلام التي تثير اهتمامهم، وعلاقتهم بالمهرجانات السينمائية، وعملية صنع القرار التي تقف وراء الصفقات السينمائية في هذه المنطقة. كما ستنظم فعالية بعنوان »من النص إلى الشاشة«، عن الكتابة والإخراج، ستكون مع "مايكل براندت" و"ديريك هاس"، حيث يتحدثان عن دخولهما إلى مجال السينما، كما يقدمان النصائح حول كتابة الأفلام الروائية وإخراجها. وسيقدم مشروعهما الأخير معاً »العميل المزدوج« في عرضه العالمي الأول في مهرجان أبوظبي السينمائي، والذي يعد بداية براندت كمخرج سينمائي، الفيلم من بطولة "ريتشارد جير"، "توفير جريس" و"مارتن شين". ويشهد المهرجان لقاءات وحلقات دراسية مع خبراء مثل الكاتب والمخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، صاحب »الحياة على الأرض« و»باماكو«، وأحد أبرز الوجوه في عالم السينما المعاصر، حيث سيتعمق في موضوع الارتجال في صناعة الأفلام. إضافة إلى لقاء مع ثنائي »آير« الفرنسي المكون من "نيكولاس جودين" و"جان بينوا دانكل"، اللذين اختيرا لتأليف وأداء موسيقى تصويرية جديدة للعرض الأول في مهرجان »كان« السينمائي لتحفة جورج ميلييه »رحلة إلى القمر«، هذا الثنائي الذي حصل على التقدير النقدي والشعبي للموسيقى التصويرية التي وضعها لفيلم صوفيا كوبولا الأول »انتحار العذراوات« عام 2000. وهناك لقاء مع المخرج الأميركي تود سولوندز صاحب »مرحباً في بيت الدمى« و»السعادة«، والذي سيشارك في هذا المهرجان بآخر أعماله »الحصان الأسود«. إضافة إلى طاولة مستديرة لمناقشة علاقة الأديب نجيب محفوظ بالسينما، تحت عنوان »نجيب محفوظ سينمائياً«. كما سيشهد المهرجان تنظيم ندوة لمناقشة تأثير "الربيع العربي" على صناعة السينما وكيف تعامل صناع السينما العرب مع التغيرات والاضطرابات السياسية والاجتماعية. علما أن مهرجان أبوظبي السينمائي »مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً« تأسس عام 2007 تشرف عليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وفي مهرجان العام الماضي فاز فيلم »أرواح صامتة« للمخرج أليكسي فيدورتشينكو من روسيا كأفضل فيلم روائي. يذكر أن الجزائر شاركت في الطبعة السابقة بفيلمين قصيرين »خويا« للمخرج والسيناريست يانيس كوسيم و»الراكب الأخير« للمخرج مؤنس خمار، هذا الأخير الذي تحصل على جائزة أفضل فيلم قصير من العالم العربي. كما اختير المخرج الجزائري مالك بن إسماعيل في قائمة المخرجين العرب، المستفيدين من المنح المقدمة من صندوق التمويل السينمائي الذي أطلقه المهرجان عام 2010 لدعم المشاريع العربية الروائية والوثائقية الطويلة.