اليوم تمر إحدى وسبعون سنة على ميلاد الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.. هو واحد من خيرة إطارات هذا الوطن الذين قدموا ما عليهم دون أن يطلبوا مقابلا أو ينتظروا إنصافا أو شكرا من أي كان... حكم الجزائر في فترة حرجة وتنازل عن الرئاسة بشكل أذهل العالم المتعود على تشبث رؤساء العالم الثالث وخاصة الحكام العرب بالكراسي والخلود فيها إلى أن يصلوا إلى أرذل العمر أو حتى يغيبهم الموت... ظل هذا الرجل محاطا بهالة من الإعجاب والاحترام والتقدير والحب وبقي في الوجدان الشعبي الجزائري رمزا للأنفة والعزة والتواضع في آن واحد... رفع التجميد عن قانون تعميم استعمال اللغة العربية، هذا التجميد الذي أقره ووقعه رئيس المجلس الاستشاري السيد رضا مالك يوم كان الشعب الجزائري منشغلا بعملية اغتيال المرحوم محمد بوضياف رئيس المجلس الأعلى للدولة... نعم رفع اليمين زروال التجميد عن هذا القانون على الورق لأن التجميد ظل ساري المفعول إلى يوم الناس هذا... رجع اليمين زروال إلى مسقط رأسه بباتنة ليقيم في منزله الخاص رغم ما توفره الدولة الجزائرية من امتيازات لرؤسائها السابقين... ورغم اختلافي معه في مسألة تعاطيه مع السياسيين الجزائريين الذين وقعوا عقد روما والذين سوقهم النظام حينها بأنهم خونة وأصحاب أجندات خارجية وغيرها من التهم الجاهزة والذين كان ينعتهم بجماعة سانت إيجيديو... رغم هذا الاختلاف إلا أنني أحيي فيه أمرين اثنين وحدهما يكفيان لأن يبقياه في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري الأمر الأول أنه في التعديل الدستوري لسنة 1996 أقر العهدات الرئاسية باثنتين والتي ألغيت الآن.. أما ثانيهما اشتراط إحضار مترجم حين التقى بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في أروقة الأممالمتحدة وهو الذي يحسن الفرنسية.. وأترك أمر التعليق أو المقارنة لعناية القارئ الكريم.. وسنة حلوة يا سيدي