تصدر قرار الزيادة في أسعار المحروقات معظم الصحف المغربية الصادرة، أمس، منها “غضب شعبي من الزيادة في أسعار المحروقات”، وشعار “إسقاط النظام” يغضب بنكيران، علاوة على طلب السفارة الأمريكية في الرباط الحوار مع سلفيين مضربين في السجون. احتل موضوع الزيادة في أسعار المحروقات حيزا مهما في الصفحات الأولى للجرائد. فتحت بعنوان “غضب شعبي واستياء عارم من قرار الزيادة في المحروقات”، كتبت “الاتحاد الاشتراكي”، لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المعارضة)، أن قرار حكومة عبد الإله بنكيران بالزيادة في أسعار المحروقات أشعل غضب العدد من المهنيين في مجموعة من القطاعات، كما تلقته شرائح وساعة من المواطنين باستياء عارم، ورأت فيه ضربة موجعة لقدرتها الشرائية على مشارف شهر رمضان. وأوضحت أن قرار الزيادة جاء في ظرفية متميزة بتراجع أسعار البترول في الأسواق العالمية إلى حوالي 97 دولارا للبرميل، بعدما كانت قد بلغت حوالي 120 دولار قبل حوالي شهر ونصف.كما تزامن مع تزايد الاحتجاجات الشعبية السلمية المطالبة بتوفير مناصب الشغل، وبحماية القدرة الشرائية، وبتوفير وتحسين جودة الخدمات، غير أن حكومة بنكيران غلبت خخيار التخفيف من أعباء “صندوق المقاصة” اعتمادا على منطق واحد هو منطق الاقتراب من فرض سياسة “حقيقة الأسعار”. من جهتها، أشارت “الصباح”، في مادة تحت عنوان “احتقان في الأفق بسبب الزيادة في أسعار المحروقات”، إلى أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، قال إن قرار الزيادة في أسعار المحروقات كان ضروريا بالنظر إلى التحملات القصوى التي لم يعد يتحملها صندوق المقاصة. الزيادة في أسعار المحروقات تثير الغضب في المغرب وأضاف بنكيران، في أول رد فعل له على القرار، أن الحكومة ستعمل جاهدة على ألا تنعكس هذه الزيادات على أسعار المواد الأساسية الأكثر استهلاكا لدى الفئات الفقيرة. وأكدت “المساء”، في خبر تحت عنوان “إسقاط النظام يهيمن على أشغال المجلس الحكومي وبنكيران غاضب”، أن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة انتقد خلال اجتماع المجلس الحكومي، المنعقد الخميس الماضي، محمد نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقيادات أحزاب يسارية، على خلفية ما عرفته “مسيرة الكرامة”، المنظمة يوم 27 ماي الماضي، من رفع شعارات نارية وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط النظام، وإقامة الجمهورية. وكشفت مصادر حكومية مطلعة أن بنكيران شدد، خلال هذا الاجتماع، على ضرورة التعامل بحزم مع ما وقع من “انزلاقات”، خلال المسيرة التي عرفت مشاركة قياديين من أحزاب اليسار، في مقدمتهم أعضاء في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة اعتبر، خلال إثارته لموضوع، “مسيرة الكرامة”، أن على منظمي تلك المسيرة أن يتحملوا مسؤوليتهم بشأن ما عرفته من رفع شعارات وصلت إلى حد المطالبة ب”إسقاط النظام”، وإقامة الجمهورية ومهاجمة الملكية. كشفت “أخبار اليوم”، في موضوع تحت عنوان “الشباب المغربي لا يثق في الأحزاب والبرلمان والجماعات المحلية”، أن جزءا من ملامح شباب المغرب تظهر أنه “بدون مثل عليا، وإن أرجع كثير من ولاءه للدين، ولا تهمهم السياسة، ولا شأن لهم بالحصول على شواهد عليا”. وجاء التوصل إلى هذه النتيجة بناء على دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، التي قال رئيسها أحمد لحليمي إن أغلبية هذه الفئة الاجتماعية الكبيرة لها ارتباط وثيق بوطنها من الناحية الوجدانية، إذ تصل نسبة الفخورين منهم بمغربيتهم إلى 98 في المائة، لكن في المقابل لديهم نوع من التوجس من مؤسسات الدولة. تحت عنوان “السفارة الأمريكية تمد يدها إلى السلفيين وتدعوهم إلى جلسة حوار لحل ملفهم”، أوضحت “المساء” أن “السفارة الأمريكيةبالرباط، دخلت على الخط في ملف معتقلي السلفية الجهادية، الذين يخوض عدد منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام في السجون المغربية”.