من بين المواقع الأدبية الإلكترونية التي تلقى رواجاً على الشبكة العنكبوتية موقع ”فوبيا” للكاتبة الجزائرية سهيلة بورزق، المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية. ولعل اختيارها لاسم فوبيا لم يكن اعتباطاً، وإنما ينم عن فلسفة خاصة رأتها الكاتبة والقاصة خياراً للتقرب من الحرف، حيث تقول:”يقال إن الخوف عاهة ومرض وعقدة، وأنا أقول إن الكتابة حالة من حالات الفوبيا التي تجبرنا على البوح بكثير من الخوف، عندما بدأت أفكر في اٍسم يليق بموقع أدبي يدعو للكتابة بجنون، تذكرت قصة صديقة كاتبة لي تزوجت من رجل ما، اشترط عليها بعد مدّة زمنية من الزّواج الاختيار بينه وبين الأولاد أو الاستمرار في الكتابة، اختارت أسرتها، وبعد سنوات قليلة انتحرت. لم أعرف الأسباب الحقيقية التي دفعتها إلى الموت، لكنّني متأكدة أنّها انتحرت لأنّ بداخلها كاتبة حقيقية انتهى بريقها بسبب حماقة رجل، لذلك جاءتني فكرة الفوبيا.. فنحن لا نخاف من اللغة فقط وإنما نخاف من الحكي أيضا، نخافه أن يفضح سرائرنا المترامية على شفا حفرة من الصمت”. سهيلة بورزق تربط الكتابة بالفوبيا، بالخوف اللامنطقي من الأشياء، تماما كما تعرف الفوبيا على أنها مرض الرهاب أوالفوبيا Phobia، وهو مرض نفسي، ويعني الخوف الشديد والمتواصل من مواقف أونشاطات أو أجسام معينة أو أشخاص. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر. رهاب القلق (أو الخوف اللامنطقي) يكون فيها المريض مدركا تماما أن الخوف الذي يصيبه غير منطقي. ويقسم المختصون أنواع الفوبيا إلى ثلاثة.. هي الرهاب البسيط، وهو الخوف من أجسام أو مواقف معينة، مثل رهاب العنكبوت أو الخوف من الحيوانات أو الفراغات المتقاربة أو المرتفعات. النوع الثاني هو رهاب الخلاء، وهو الخوف من الأماكن العامة المفتوحة، مثل الحافلات العامة ومراكز التسوق المكتظة وهي صعب الهروب منها، ما يجعل المريض تدريجيا يصبح حبيس المنزل. والنوع الثالث هو الرهاب الاجتماعي، وهنا يخاف المريض أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية. لكننا في هذا العدد من ملحق ”الفجر الثقافي” سنتطرق إلى فوبيا المبدعين، باعتبارهم كائنات خاصة تحكمها ضوابط الإبداع والجنون والنرجسية.. وعليه ممن وماذا يخاف مبدعينا؟؟ وما هي أنواع الفوبيا التي قد تقطع طمأنينة الكتابة والتأمل؟؟ هل من حكايات غريبة.. وربما مضحكة أحيانا..؟؟ في الحياة عدو متربص.. ومصالحة تامة ربما هناك من لا يوافقنا الرأي من الأساس، ويعتبر التصريح بالفوبيا الخاصة به نقطة إضافية في جهة الخصم، كفضيلة الفاروق التي عبرت عن الموضوع قائلة:”فوبيا؟ ليس لدي فوبيا من أي شيء؟ وإن كانت لدي فلن أخبر بها أحدا حتى لا يستعملها أعدائي ضدي، الغبي فقط يكشف نقاط ضعفه للآخرين. نحن مجتمع ينضح بالكراهية، و له رغبة في تدمير الآخر دون سبب..”. ومع ذلك ليس القصد على الإطلاق حساب نقاط الضعف وتعريتها.. القصد من هذا الموضوع هو حميمية خالصة هروبا من مواضيع ثقيلة نوعا ما على فصل الصيف الذي بدأ مبكراً.. واسيني لعرج، بعد خبرات وسنوات مع الحياة، وهو صاحب العبارة الجميلة ”أعيش الحياة كما تشتهيني هي”، يوضح لنا أن الحياة أرحب من ضيق فوبيا ما، فيقول:”أنا متصالح مع الحياة كما الموت، لذلك ليس لي أي خوف من أي شيء غير مبرر، أما الخوف المبرر فهو طبيعي ومشروع.. لأن الطبيعة الإنسانية محدودة ولابد من خوف ما في هذه الحياة.. أما الفوبيا أو الخوف اللامنطقي فالحياة كفيلة بتصفية حسابه، بالنسبة لي عشت تجارب طويلة.. حتى تجربة الموت عرفتها.. لذا أنا متصالح مع كل شيء.. مع الأماكن والحيوانات والعناكب، ولا تشكل لي على الإطلاق فوبيا معينة..”. من بعيد.. سلام يا فنزويلا، كوبا ومكسيكو ومع ذلك الحياة بإمكانها أن تستوعب الكثير من الأمور، وتقرأ في عيوننا الخوف. زهور ونيسي التي تضع هذه الأيام رتوشات مذكراتها التي ستصدر في الخامس من جويليه القادم، لا تقر بفوبيا البوح والكشف عن ملابسات الماضي، وتفصل الإقرار بفوبيا مبررة وهي الأسفار البعيدة فتقول:” لا يمكنني تحمل الأسفار الطويلة التي تدوم وتدوم لأكثر من عشر ساعات، كل ذلك يبقيني خائفة وقلقة طوال الرحلة، فلا أكف عن قراءة القرآن وأنا على متن الطائرة، أثناء ذلك أحس أن بيتي هو الجنة، ولا أمان في الدنيا سواه، لقد سافرت كثيرا في حياتي وأكثر التنقلات التي كانت على أعصابي هي رحلات أمريكا اللاتينية، رغم كل السحر الموجود في هذه البلدان، إلا أنني لن أنسى أبدا رحلتي إلى فنزويلا أو كوبا أو المكسيك.. والتي كانت في الغالب تتم عبر المرور على السينغال.. أنا لا أحبذ الأماكن البعيدة.. أخاف ذلك المطلق من على طائرة تتجاوز العشر ساعات من التحليق.. حتى فكرة التحليق الطويل تشعرني بالغثيان.. ولا أتمالك نفسي، فتجدني طوال الرحلة يدي على قلبي ولا أتوقف عن ذكر الله ولو لبرهة..”. السيدة الوقورة زهور ونيسي، أقرت أنها ستكون وفية لكل ما عاشته وستكتب الحقيقة كاملة في مذكراتها المقبلة، فهل من أماكن بعيدة سنقرأها أم أن الفوبيا التي تسكنها ستحد من ذلك؟؟ احترس من العم بيل غيبس يا ميهوبي الخوف من ركوب الطائرات أو المصاعد الكهربائية حالات نادرة لدى المبدعين، فالكاتب صديق السفر والفنادق، ولن يتورط أبدا في فوبيا بدائية غير مبررة.. هذا ما يراه عز الدين ميهوبي، وعليه يفصح لنا الوزير السابق عن فوبيا جديدة لا توجد إلا حيث تتكوم العوالم الإدراكية الافتراضية. ميهوبي يخاف الحاسوب وكل ما يتعلق به من أمور سببت له الوجع يوما ما، لاسيما التخزين على الحاسوب.. وفي هذا الصدد يقول:”فوبيا الطائرات أو المصاعد لا تعنيني، لأن الفوبيا التي أشكو منها فوبيا خاصة جدا ومرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، وفي مقدمتها الحاسوب و استعمالاته المتعددة في الكتابة والطبع والتخزين، هذا الأخير صار يمثل بالنسبة لي هاجسا حقيقيا، نتيجة الخوف من فقدان المواد المخزنة بالجهاز نتيجة استعمالاته المفرطة، والتي قد تؤدي إلى حدوث خطأ متوقع أو غير متوقع، لأنني وبكل صدق ضيعت كميات كبيرة وهائلة من المعلومات والأفكار التي كانت تحويها أعمالي بسبب خطأ ارتكبته دون قصد مني، فحدث ذات مرة أن ضاع مني، إن لم أقل أرشيف بأكمله، والسبب كان التكنولوجيا، لذا أقر أن استخدامي المفرط وغير المراقب بقصد أو دون قصد أدى إلى ضياع مشاريعي وأعمالي الأدبية، حيث ضاعت مني نتيجة خطأ في التخزين 300 صفحة كاملة كنت قد كتبتها عن مسلسل تاريخي يتحدث عن شخصية ماسينيسا، حيث أعتبرها مرحلة فشل وقعت فيها لأنها ألقت بظلال الخيبة والتأثير السلبي على نفسيتي التي لم تتحمل هذه الحادثة وهذه الصدمة، فلم أكن أتصور إطلاقا أن ما بذلته طيلة سنوات يضيع في ثانية بل في لحظة، وبالتالي ف”فوبياي”، هي الخوف من تضييع جهد سنوات من العمل والاجتهاد بسبب خطأ فني تكنولوجي أحيانا يكون رغما عنك، وكذا المتعلق بالتخزين إذا لم تحتفظ به في ذاكرة الحاسوب، بالإضافة إلى فوبيا أخرى تراودني تتعلق بالانتهاء من العمل واكتماله من جميع النواحي، لكن في الأخير وأثناء المراجعة يتبين لك خطأ أو بعض الأخطاء في عناصر معينة، فهذا الأمر بالنسبة لي يعد بمثابة مصدر قلق وإحباط لعزيمتي وشعوري”. إذن حكاية النص المفقود تمتد من زمن عزازيل وربما إلى ألواح موسى وتنتهي كما لعنة أبدية على لوحة مفاتيح لحاسوب عز الدين ميهوبي.. نظريا قد تكون مبررة هذه الفوبيا يقول الحديث ”لا يلدغ المرء من جحر مرتين”.. ولكن لا يشبه الحجر الحاسوب، وقد يلدغ وزيرنا السابق مرة أخرى.. فوبيا الإبداع.. والتجاوز البلاغي لدى بوطاجين السعيد بوطاجين يتجاوز كل هذه التخمينات ويطرح أمامنا فوبيا أدبية خالصة، قد لا يصل إلى فهمها إلا المبدعين.. الأكاديمي والمترجم أيضا يقول أنه يشكو من فوبيا الاستعارة..؟؟ الميتافور أو المتخيل لا يتأسس عند بوطاجين إلا برهاب جامح، وقد لا نفلح في ربط ما يقول إلى تسلسل منطقي.. لا يهم في النهاية الفوبيا هي اللامنطق بحد ذاته، وعليه يوضح بوطاجين قائلا:”عندي فوبيا متعلقة بالقضايا الاستعارية أو”الاستعارة” الحية في المنتوج السردي، لأنني أبحث باستمرار عن التصوير المفارق لأي معيار قائم كيفما كان نوعه، وأسعى دائما من هذه الناحية لكي أتجاوز نفسي، لأنني اعتبر ذلك من المسائل البلاغية التي تقوَض الطرائق التي نؤسس عليها، ما يعني أن خياراتي الشخصية تقوم على نفس الصيغ التي أستعملها في نص سابق، وأعتقد ذلك أنه من منظوري سيؤدي إلى التفكير في تجاوز بعض المعيارات التي لا تقدم على أشياء كثيرة للدلالة، بفعل معاودة التصوير الغيري أو التصوير المتوارث. ذاك الذي لم يعد وظيفيا لسياقات مختلفة، كما أنني أبحث دائما عن مراجعة ما يصطلح عليه بالقضايا المتعلقة بالسببية الداخلية. بحيث أبني بعض الجمل والمقاطع بشكل مفارق لا نعتَرُ فيه على علاقة سببية حقيقية- بين الجملة والجملة، بين السؤال والجواب، بين مقطع ومقطع وموضوعة وموضوعة- هذا من ناحية التقنية. أما من الناحية الموضوعاتية فإنني أنَقد في المتخيل تفاديا للحرفية وارتباط النص بشكل إملائي بالمحيط الخارجي، ما يتطلب أحيانا جهدا مضاعفا يفرض تجاوز المرحلة دون إلغائها”. النجدة.. جميلة طلباوي تصرخ لم تتوقف عن الضحك سمراء الصاورة، كما يناديها المشهد الثقافي، ظلت تضحك وتضحك وهي تؤكد أن الحرارة العالية التي تجتاح البلاد أثرت على الملحق ومواضيعه.. ولكن جميلة طلباوي هي كل الروح الشفافة التي فازت مؤخرا بجائزة عبد الحميد هدوڤة للقصة في دورتها الرابعة عشر.. تقول إن الأدب وعالمه لا يشكل لها فوبيا على الإطلاق.. على العكس هو العلاج الحقيقي لكل مواجعها وبالتالي الفوبيا التي تشكو منها بسيطة ومضحكة:”أشكو من فوبيا الأماكن الشاهقة.. لا يمكنني الصعود إلى الأماكن العالية وأحيانا عندما أضطر إلى ذلك أصعد صراخاً.. أعرف أنني أزعج من حولي ولكنني أكون بالفعل مرغمة وتحت تأثير خوفي الكبير، مرة وأنا أقدم برنامج إذاعي يحمل عنوان ”ربوع الصاورة” كان لزاما عليّ أن أصعد إلى أعلى القصور، فصعدت مرغمة وقلبي في يدي، وعندما وصلنا إلى أعلى ولاحظت مقدار العلو لم أستطع النزول، وبقيت لوقت طويل أرفض النزول رغم إلحاح ومساعدة الفريق التقني الذي كان معي.. تصوروا معي البقاء في ذلك العلو لأكثر من ثلاث ساعات.. لم أتحمل النزول ولكنني نزلت بمساعدة كل المتواجدين ذلك اليوم بالقصور..”.
كلاب جنوب إفريقيا مهذبة لميس سعيدي، تؤكد أن كلاب جنوب إفريقيا مهذبة ولم تؤذيها رغم الفوبيا التي تحملها منذ عمر الأربع سنوات أين هاجمها كلب ضخم.. إذ نال منها وترك لها غصة في الذاكرة لم تشف منها لحد الآن. تتحدث عن الموضوع بخوف حقيقي، وكأن لواحق الذاكرة تتكلم أيضا فتقول:”بقيت لدي صدمة في ذلك العمر الأول، عندما كان عمري أربع سنوات، وأصر على أنه كلب ضخم الجثة لم أر مثله في حياتي، في الحقيقة هذه الفوبيا تجعلني أعيش الكثير من الحرج، لاسيما عندما أسافر إلى الخارج، والكل يعرف أن الكلاب في الخارج تتمتع بمكانة اجتماعية لابأس بها، كما أنها مهذبة ولا تؤذي، لذا أقع في الحرج عندما أقوم بتصرفات ما كلما رأيت كلباً كان أركض أو أصرخ.. حدث لي مرة عندما كنت في قرية من قرى جنوب إفريقيا وفي مطعم مفتوح به الكثير من الكلاب.. لم أتمالك ذلك العدد المخيف من الكلاب وسقطت في حالة رعب طويلة رغم أن الناس هناك متفهمون ويمكنهم بالفعل تصديق كل التصرفات التي تصدر عنك، إلا أنني شعرت بالحرج الكبير.. أما عن إمكانية تجاوز هذه الحالة فهذا بالفعل أمر صعب لأن الطفولة هي مسكن الصدق الأول، كما أنني لا أجد وقتا لمعالجة هذا الأمر..”. لا ندري موقف لميس في الداخل.. هل الناس يتفهمون هذه الفوبيا أم أنهم يعتبرونها دلع بنات؟ عموما لميس مستعدة للمعالجة حالما يتوفر لها الوقت لذلك..
فوبيا؟؟ أنا لا أخاف من شيء كيف هو العلاج من الفوبيا.. هل يمكن أن يتجاوز مبدعينا هذا الرهاب المتنوع، نضيف في نهاية هذا الموضوع هذه الطرق العلاجية علها تفيد من يريد أن يكون عظيما ولا يخاف من شيئا علما أننا اتصلنا بعدد كبير من الأدباء جميعهم قالوا لنا بالحرف الواحد:”فوبيا؟؟ أنا لا أخاف من شيء..”. يعتمد علاج اضطراب الفوبيا على السيطرة والتحكم في السبب الأولي والأساسي للمرض والناشىء عنه الخوف، ولكن هناك طرق مقننة للعلاج وهي: 1) العلاج السلوكي: وهي باختصار عبارة عن تعديل سلوك الأفراد (المرضى)، وهنالك طرق عديدة وشائعة الاستعمال من أنواع العلاج السلوكي، لكن أهم الطرق التي تستخدم هي: أ - أسلوب التحصين التدريجي المنظوم: حيث يبدأ العلاج بتعريض المريض لهذه المواقف التي تثير الخوف عنده تدريجياً من الأقل شدة إلى متوسطة الشدة ثم إلى حادة الشدة، ويكرر ذلك مراراً، وفي ذلك يمكن للمريض أن يتغلب على التوتر والقلق الناتج من هذه المواقف، وبالتالي عند حدوث هذه المواقف لاحقاً يكون الفرد قد تحكم في تحكم في السيطرة على هذه الحالة النفسية اللاشعورية التي كانت تنتج في ذلك الموقف وهي حالة الخوف. ب- العلاج الفيضي: وهو يعتمد على تعريض المريض المباشر والمطول لمواقف ومثيرات الخوف، حتى يتعود عليها المريض، وبذلك ينطفئ شعوره بالقلق عند مواجهتها أي ينتهي الخوف.
2)العلاج النفسي: يستخدم العلاج النفسي السطحي والعلاج النفسي المعرفي، حيث يعتمدا على تخفيف معاناة المريض بوسائل نفسية عن طريق الحديث المباشر بين المريض والمعالج النفسي، وذلك بهدف الوصول إلى الآتي: مساندة المريض، النصيحة، الطمأنة، الشرح والتفسير للدوافع النفسية المسببة للخوف، التشجيع على كيفية التخلص، منها المشاركة، التنفس عن انفعالات المريض، الاقتناع، ثم الاستبصار ومعرفة حالته.
3) العلاج الدوائي (العقاقير): تستعمل الأدوية الطبية في علاج حالات عصاب الفوبيا.. ويكون استعمال الدواء لتخفيف حدة الخوف عند المريض، وذلك يسهل في الاستفادة في مداواة المريض بالوسائل السلوكية والنفسية. وتؤكد الإحصائيات والنتائج جدوى وفاعلية هذه الطرق المذكورة في علاج مرضى الفوبيا.