أرقص قارع الباتري العبقري بلاكو سيري جمهور المهرجان الدولي للجاز بقسنطينة على إيقاعاته الصاخبة، وزاده تألقا الباسيست لينلي مات، كما أبدع عازف القيتار جون ماري إيكي ومعه مروض الكمان الساحر ديديي لوكورود، ليظهروا جميعا وسط تجانس موسيقي كبير ورحلة ميلودية شاسعة هزت عشاق هذا الفن الموسيقي المبهر في ثالث سهرات المهرجان الدولي ديما جاز في طبعته العاشرة التي تحتضنه عاصمة الشرق. وعاش جمهور قاعة المسرح الجهوي في ثالث سهرات ”ديما جاز” أجواء فنية راقية، حيث أمتع النجوم الأربعة في سهرة مميزة فضل بلاكو تسميتها بجنون عباقرة الموسيقى. كما قدمت في نفس السهرة تشكيلة ”سام ليك” معزوفات من تأليف الموسيقي وعازف البيانو ماتيو ديرسي منها ”هاومني بارز” و”ساوند أوف لوف”. جدير بالذكر أن الإقامة التكوينية تتواصل فعالياتها تحت إشراف تشكيلة الفنان أكامون، وفعاليات ديما جاز للفرق الهاوية المحلية بفضاء قصر الثقافة والفنون مالك حداد. ومعلوم أن ليالي الجاز العالمي بقسنطينة تلقى إقبالا منقطع النظير من قبل الشباب على وجه الخصوص، حيث أن الكثير من عشاق هذا الفن لم يتمكنوا من اقتناء التذاكر التي تنفد يوميا، خاصة وأن الحفلات تقام في قاعة مسرح قسنطينة الجهوي، وهو ما يحرم الكثيرين من متابعة عمالقة الجاز من الأمريكيين والأوروبيين والأفارقة، وكذا الجزائريين المتألقين. وقد أظهر الضغط على المسرح مدى حاجة قسنطينة إلى قاعة حفلات كبيرة، أو لجوء المنظمين في الطبعة المقبلة إلى تنظيم السهرات في ملعب الشهيد حملاوي أو ابن عبد المالك بعد إعادة فتحه حتى يسمح لأكبر عدد ممكن من الشبان بمتابعة أيام المهرجان.