رباعية النجوم تحلّق بديماجاز في سماء قسنطينة حلقت رباعية النجوم تحت إشراف عازف الكمان الرائع ديديي لوكوود بديماجاز سهرة أمس الأول إلى مصاف التظاهرات الناضجة الذي يليق بمهرجان دولي بلغ طبعته العاشرة، حيث أشعلت التشكيلة الخارقة الركح حماسا بما قدمته من ميلوديا غاية في الجمال. و قد تواصلت مفاجآت ديماجاز في سهرة من أجمل سهرات التظاهرة اجتمع فيها أربعة نجوم جاز على خشبة واحدة، فأذهلوا الحضور بعروض ساحرة أبدع كل منهم في استعمال عصاه السحرية لتحقيق المزيد من الإبهار، حيث أرقص قارع الباتري العبقري» باكو سيري» الجمهور على إيقاعاته الصاخبة، و غاص به الباسيست «لينلي مارت» إلى عمق روح الإبداع مع منافسه عازف القيتار جون ماري إيكي لينصهروا جميعا كمعدن موسيقي نادر في خلطة مروّض الكمان الساحر ديديي لوكوود الذي أهدى جمهور ديماجاز رحلة العمر في أكبر محيطاته الميلودية الشاسعة التي يجيد مزج الفنون بكل أنواعها في معزوفاته الفريدة التي قال عنها للنصر أنه:» أحاول صهر الشعر و الرقص أو خلق الالتحام بين الرسم و الموسيقى أو بطرقة أخرى أعبّد طريقا خاصا تتقاطع فيه كل الفنون الجميلة». لوك وود الذي كانت له زيارة سابقة لقسنطينة منذ 28سنة، لم يترك مجالا للحضور لأخذ نفسهم أمام تفاوت جمال الميلوديا و عجز ترتيبها لتميّزها. كما لم يكتف بخطف الأضواء على خشبة بل نزل و جاب كعازف متجوّل أرجاء الركح، حيث فاجأ الجمهور بشرفات المسرح تحت هتافات المعجبين، صانعا بذلك الفرجة على طريقة محترف الحفلات الراقية التي تجاوزت ال3500حفل في كل أقطاب العالم و التي استلهم بكل محطة منها نغمة جديدة يسحر بها جمهوره في لقاءاته الحديثة. و أمتع نجم الفقرة الثانية من السهرة الثالثة الجمهور بمجموعة ميلوديا حملت في مجملها جنون عباقرة الموسيقى كما قال عن أحد المقاطع الذي علّق عليه ساخرا»سأقدم مقطعا جنونيا نوع ما يحمل بصمة سيباستيان باخ و هو ثملا». كما قدم مقطعا بعبق كمان العالم موسوما»غلوب تروترز» الذي فاح منه سحر موسيقى الشرق العربي و الغربي، في رحلة بحرية امتزج فيها خرير المياه بأصوات طيور النورس. و قال لوكوود للنصر بعد نهاية السهرة الفنية بأنه يفضل ترك الحرية و الاستقلالية التامة لمرافقيه الفنانين لإعطاء كل ما لديهم من مكنونات فنية للجمهور الذي لا يقل سخاء و كرما فنيا عن الفنان نفسه. و أضاف بتواضع الأستاذ المتخصص الذي اختارته وزارة الثقافة الفرنسية للإشراف على أحد أهم المشاريع البيداغوجية المعتمدة على الموسيقى الشفاهية، بأن «بإمكان الجميع أن يكونوا فنانين لأنهم كذلك في الواقع و يكفي لبعض الإمكانيات لإبراز الموهبة». و كانت الفقرة الأولى من السهرة الثالثة لديماجاز من توقيع فرقة مغمورة «سام لايك إيت أود» التي نجحت هي الأخرى في زرع الحماس بأطباقها المتنوّعة المتجولة بين عالم السول، البوب...و بحضور أنثوي مميّز للمؤديتين آلخندرا روني غاتيكا، و سيفرينك الو و قارعة الباتري جولي سوري التي أثارت إعجاب الجمهور الشاب الذي اسنجم بشكل ملفت مع كل وصلاتها المختارة. و قدمت تشكيلة «سام ليك ايت أود» الخماسية معزوفات من تأليف الموسيقي و عازف البيانو ماتيو ديرسي منها «ايريتاج»،»ريبوست»، «هاو مني يارز»، «ساوند أوف لوف»... و عن سر اختيارهم للغناء بالانجليزية بدل لغتهم الفرنسية قال رئيس الفرقة ماتيو ديرسي بعد انتهاء فقرته الموسيقية بأنهم أرادوا في بداية مشوارهم تأليف أغاني باللغة الفرنسية باعتبارهم فرنسيين لكنهم اكتشفوا بأنها لا تؤدي إلى النتائج التي طمحوا إليها منذ البداية و التي تعكس ولعهم بموسيقى الجاز، السول و الهيب هوب... هذا و فيما تتواصل الإقامة التكوينية لفائدة عشاق الموسيقى تحت إشراف تشكيلة آكامون من جهة ، و فعاليات ديماجاز أوف للفرق المحلية بقصر الثقافة مالك حداد من جهة أخرى، سيسهر جمهور ديماجاز اليوم مع تشكيلة «ثوت»السداسية و الأب الروحي لديما جاز «آكامون».