تعقد تنسيقية النقابات المستقلة في قطاع الوظيف العمومي، المشكلة من حوالي 10 نقابات، اجتماعا زوال اليوم في إطار ”تنسيقية مهنيي الصحة” لمناقشة ملف الحريات النقابية وممارسة العمل النقابي في الجزائر، ودراسة قضية توقيف رئيس نقابة النفسانيين الدكتور كداد خالد ”التي أفاضت الكأس”، وكانت المبرر الكافي لتلاحم تلك النقابات حول بعضها والتفافها حول هدف واحد، وهو مواجهة كل أشكال ”التضييق والخناق المفروض على النقابيين”. يبدو أن اجتماع تنسيقية مهنيي الصحة الذي سيعقده هذا التنظيم وللمرة الثانية على التوالي وفي ظرف أقل من 10 أيام سيأتي في وقت حساس، يشهد العديد من التطورات على خلفية ”الممارسات غير المبررة للسلطات العمومية التي تحاول في كل مرة استفزاز النقابات ومنخرطيها ومسؤوليها تحت ذريعة عدم مشروعية الإضراب، أو الاحتجاج أو أي فعل نقابي أو موقف تريد النقابات القيام به للرد على مواقف مسؤولي القطاعات التي ينتسبون إليها بالرغم من أن الدستور وقانون العمل واضحان في تبيين كيفية ممارسة العمل النقابي”. وقالت مصادر نقابية أمس ل”الفجر” إن تنسيقية مهنيي الصحة سيكون محور اجتماعها زوال اليوم ممارسة العمل النقابي والحريات النقابية التي صارت ”محاصرة” من كل جانب باعتماد السلطات العمومية لوسائل ”التضييق وفرض الخناق على النقابيين بالتهديد بالتوقيف عن العمل، الخصم من الأجور، والإحالة على المجالس التأديبية، وهي كلها أمور يجب دراستها من كل جانب من قبل أعضاء التنسيقية وباقي النقابات التي انضمت إليها مؤخرا وهي نقابة الصيادلة، نقابة الاستشفائيين الجامعيين، مجلس أساتذة التعليم العالي، الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والنقابة الوطنية لعمال التربية في إطار هدف موحد وهو الدفاع عن العمل النقابي وتكريس مبدأ الحوار لحل المشاكل ومناقشة المطالب بين الطرفين تفاديا لسياسة ممثلي السلطات العمومية (الوزارات والوزراء) بخرق حقوق الإنسان والمواثيق الدولية المنظمة للعمل النقابي”. وتابعت المصادر ذاتها قولها بأن النقابات المستقلة في الجزائر أمام مسؤولية تاريخية اليوم وهي مطالبة بمواجهة ما تتعرض له من كل أشكال وأساليب ”الترهيب والقمع والتخويف، وهذا كله من أجل عرقلة العمل النقابي المستقل الرافض لسياسة كل شيء على ما يرام”، معلنة أنه من المرجح أن يكون هذا الاجتماع فرصة للإعلان عن ميلاد كونفدرالية النقابات المستقلة لقطاع الوظيف العمومي.