تنظم زوال اليوم هيئة ما بين نقابات الوظيف العمومي المستقلة تجمعا نقابيا عماليا، تشارك فيه قطاعات التربية الوطنية، التعليم العالي، الصحة، والإدارة، تعرض فيه مداخلتين، الأولى حول القدرة الشرائية، والثانية حول الحريات النقابية، وعلى أن تتجمع صباح يوم غد الجمعة الإطارات النقابية المستقلة لسبع نقابات أمام قصر الحكومة، للمطالبة بتحقيق جملة من المطالب المرفوعة. تتولى زوال اليوم سبع نقابات وطنية من قطاعات التربية الوطنية، التعليم العالي، الصحة، والإدارة تنظيم تجمع في دار النقابات المستقلة، الموجود بالخروبة في العاصمة، الذي مثلما قالت السيدة نصيرة غزلان الأمينة العامة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب) سيدشن قبيل افتتاح أشغال التجمع، وسوف يستمع المتجمعون وفق ما أكدت هذه الأخيرة أمس ل "صوت الأحرار" إلى مداخلتين هامتين، الأولى تتمحور حول القدرة الشرائية للعمال في قطاعات الوظيف العمومي، والثانية حول الحريات النقابية في الجزائر، وهذان الأمران هما اللذان سيقودان القيادات النقابية المستقلة لسبع نقابات مستقلة من تنظيم تجمع احتجاجي أمام مقر رئاسة الحكومة (الوزارة الأولى) بشارع الدكتور سعدان في العاصمة. وحسب السيدة غزلان، الرقم الثاني في نقابة "سناباب" والعضوة القيادية الفاعلة في هيئة ما بين نقابات الوظيف العمومي المستقلة، فإن مطالب هذه النقابات السبع هي مطالب مهنية اجتماعية معروفة ومحددة، وهي رفع الأجور بما يتناسب والقدرة الشرائية المريحة للعامل، مراجعة الموقف من المادة 87 مكرر الملغاة، التي كان العمال يطالبون بإدراجها في تقدير الأجور ضمن شبكة الأجور الجديدة، قيمة النقطة الاستدلالية، التي يطالب برفعها إلى 90 دينار، عوض 45 دينار الحالية، إنهاء سياسة التعاقد في جميع قطاعات الوظيف العمومي. وفي هذه النقطة بالذات، قالت السيدة غزلان : أن هذه السياسة لم تعد موجودة في قطاع التربية الوطنية فحسب، بل غزت كل القطاعات، وفي مقدمتها قطاعات الصحة والإدارة، في سلك الأطباء، وفي سلك الداخلية، الولايات، والدوائر على مستوى مصالح البطاقات الرمادية، بطاقات التعريف، وجوازات السفر، وما إلى ذلك من القطاعات الأخرى التي تحتضن بين الحين والآخر مناصب عمل ما قبل التشغيل، ضمن إطار الشبكة الاجتماعية. ونشير إلى أن هذه المطالب قد تبنتها جماعيا كامل نقابات الهيئة السبع، وهي : النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب)،المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست)، تنسيقية الفروع المنشقة عن المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي (كناس)، مجلس ثانويات الجزائر (كلا)، النقابة الوطنية لعمال التربية ، ثم النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين (ساتاف)، وهذه النقابات السبع هي نقابات ظلت تناضل منذ مدة خارج الإطار والفضاء النقابي الآخر المسمى بالتنسيقية الوطنية لنقابات الوظيف العمومي المستقلة، وهو الإطار الذي تواجدت فيه النقابات الأخرى الأصلية، أو المنشقة عن هذه النقابات. وحتى وإن اختلفت المواعيد الاحتجاجية لهاتين المجموعتين من النقابات المستقلة، إلا أن مطالبهما في مجملها هي مطالب واحدة ، وقد خيضت العديد من الحركات الاحتجاجية من أجل تحقيقها، وعطلت في المدة الأخيرة مؤقتا بسبب الانتخابات الرئاسية، و بسبب بعض التقاطعات والتشنجات التي أوجدتها صراعات واختلافات بعض القيادات هنا أو هناك، وهو الأمر الذي أثر سلبا على جو التضامن النقابي العمالي، الذي كان سائدا، يوم أن شرعت هذه النقابات في البحث عن صيغ وفضاءات جديدة من أجل ممارسة المزيد من الضغط على السلطات العمومية المعنية ، وهذا الوضع القائم على اختلافات وتقاطعات بالذات، هو الذي أضعف حركة التجنيد والتعبئة العمالية القطاعية، وحتم على بعض النقابات الخروج عن هذين الإطارين، ونعني بذلك نقابات القطاع الصحي، التي فضلت مواصلة نضالها النقابي خارج الإطار الجماعي السابق، وقد خاضت حتى الآن عدة إضرابات، ومظاهر احتجاجية أخرى، وينتظر أن تدخل من جديد، مثلما هو مقرر نقابتا الاستشفائيين الجامعيين، في إضراب وطني أيام 11 ، 12 و 13 ماي المقبل، في انتظار تبلور موقف جديد، عن وزارتي الصحة والتعليم العالي وفق الاستعدادات التي أبديتاها، في البيان المشترك الصادر أمس.