صعد، صبيحة أول أمس الخميس، سكان وادي البسباس بولاية الطارف من لهجة احتجاجهم ، فقضوا ليلة الأربعاء إلى الخميس معتصمين أمام مقر البلدية، في خطوة منهم لإرغام السلطات المحلية على الاستجابة لمطلبهم الواحد المتمثل في تمكينهم من سكنات اجتماعية ضمن حصة 300 وحدة سكنية التي انتهت الأشغال بها منذ أشهر. وتمكن المحتجون في غضون ساعات قليلة من عزل بلدية البسباس وشل حركة المرور بصفة شبه كلية بعد أن أغلقوا مقر البلدية بواسطة الأغلال والأقفال الحديدية ومنعوا الموظفين من الدخول أو الخروج، كما حاصروا بعض المراكز ذات النشاط الحساس كمصالح البريد، ثم أغلقوا الطريق الوطني رقم 84 الذي يربط بلدية البسباس بعاصمة الولاية وسدوا منافذ الطريق الولائي رقم 163 المؤدي إلى ولاية عنابة وذلك باستعمال العجلات المطاطية والحجارة والمتاريس رافضين فتح باب الحوار مع السلطات المحلية ممثلة في رئيسي الدائرة والمجلس الشعبي البلدي التي اتهموها ب”التملص من مسؤولياتها والتماطل في خدمة مصالح المواطنين وعدم قدرتها على التكفل بانشغالاتهم”. وأصر المحتجون على حضور والي ولاية الطارف إلى قلب الاحتجاج من أجل إنصافهم وإحقاق العدل في توزيع حصة 300 سكن اجتماعي التي شيدت في الأساس من أجلهم، لكن سلطات دائرة البسباس قررت منحها كشطر آخر لسكان حي زيغود يوسف الذين يواصلون سلسلة اعتصامهم أيضا بشأن هذه السكنات، الأمر الذي يرفضه مواطنو حي الوادي جملة وتفصيلا ويؤكدون أنهم لن يتراجعوا عن احتجاجهم الذي يرون فيه الوسيلة الوحيدة للتعبير عن رفضهم هذا الإقصاء. ويطالب السكان بتخصيص ولو حصة 50 أو 60 وحدة سكنية للسكان المتضررين فعلا ، في إشارة منهم لأصحاب الغرفة الواحدة وكذا البيوت التي تسكنها أكثر من عائلة، على اعتبار أن سكان حي وادي البسباس المعروف عند العامة ب ”الشون” ليسوا أحسن حالا من سكان ”غزة” لأنهم يقطنون في بيوت قصديرية هشة يعود تاريخها إلى أكثر من 60 سنة مضت.