الطريقة البشعة التي أعدم بها الشهيد الرمز أحمد زبانة - رحمة الله عليه وعلى جميع شهدائنا الأبرار - والخروقات القضائية والإنسانية التي ارتكبها منفذو الإعدام بأمر من السلطات الاستعمارية وعلى رأسها فرانسوا ميتيران الذي كان يشغل منصب وزير العدل، حيث توقفت المقصلة مرتين قبل أن تصل إلى رأس زبانة، الأمر الذي يؤدي إلى إبطال الحكم بهذه الآلة الجهنمية، لكن فرنسا حقوق الانسان، فرنسا الحرية، الأخوة و المساواة فضلت تنفيذ الحكم مهما كان الأمر ... إذا هذه الطريقة وهذه الخروقات ما هي في حقيقة الأمر إلا جزءا بسيطا جدا مما اقترفته فرنسا في حق شعبنا الأعزل وما هي إلا عيّنة عما ارتكبه الاستعمار الفرنسي الغاشم ضد الإنسانية في الجزائر ... الفرنسيون الذين يتشدّقون بحماية حقوق الانسان ويتبجحون بصيانة كرامة الروح البشرية وبعدم إيذائها جسديا ومعنويا يحفل تاريخهم في الجزائر بالمجازر الجماعية البشعة وبالتعذيب الفردي والجماعي الذي مورس على الأبرياء من أبناء شعبنا، وقد اخترع الفرنسيون أساليب كثيرة في التعذيب جربوها في بداية الأمر على الأجساد الجزائرية المتعبة، المنهكة ... فرنسا اليوم مطالبة بالاعتراف بجرائمها وجرائرها والاعتذار عنها... إذ ليس من حقها مطالبة الأمم والشعوب الأخرى بالاعتذار عن جرائم مشكوك فيها وتاريخهاحافل بجرائم موثقة وبعض ضحاياها ما زالوا على قيد الحياة، أمد الله في أعمارهم، وكذلك بعض مقترفيها ... ليس من حق الساسة الفرنسيين إدانة الآخرين قبل أن يقوموا بعملية تنقية ضمائرهم ... وإذا كان بعض الرسميين الجزائريين لا يولون لموضوع الاعتراف والاعتذار الأهمية اللازمة، فإن الشعوب ستتذكر جيدا سواء من مارس عليها التعذيب أو الذي انكفأ إزاء المطالبة بحقها ولو باعتراف رسمي .. و كل سنة والجزائر شامخة ...