أحيت جمعية مشعل الشهيد بالجزائر العاصمة أمس اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام المصادف لتاريخ 19 جوان من كل سنة بتكريم عائلات 22 شهيدا نفذ في حقهم حكم الإعدام بالسجون الفرنسية. وهذا بحضور العديد من المجاهدين الناجين من الإعدام وأعضاء الأسرة الثورية وفدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. وجرى حفل إحياء الذكرى الذي بادرت به الجمعية بالتنسيق مع جريدة المجاهد، حيث قدمت لعائلات الشهداء هدايا رمزية عرفانا للتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل استقلال الجزائر. وأكد رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام 1954-1962 السيد مصطفى بودينة بالمناسبة أهمية الذكرى كونها تعكس وجها آخر من أبشع صور جرائم فرنسا الاستعمارية ضد الجزائريين المعتقلين في السجون الفرنسية. داعيا شباب اليوم وجيل الغد الى عدم نسيان هذا التاريخ 19 جوان 1956 الذي تم فيه إعدام 22 شابا جزائريا بشكل وحشي منافي لكل الأعراف والمواثيق الدولية. وأوضح السيد بودينة خلال مداخلة قدمها على هامش حفل التكريم أن الجزائر لم تنس هذه الجريمة البشعة الممارسة ضد شباب أرادو العيش في حرية وكرامة، قائلا إن لعنة التاريخ والوطن والاعتراف ستضيف هذه الجريمة الى السجل المخزي لفرنسا الاستعمارية الحافل بالجرائم ضد الإنسانية. وذّكر المتحدث بالمعاناة الكبيرة التي عاشها المحكوم عليهم بالإعدام في مختلف السجون الفرنسية على غرار مناطق ليون ولاسانتي... وغيرها، مشيرا الى مختلف أساليب التعذيب البشعة التي كان جلادوا فرنسا يستعملونها ضد الشباب الجزائريين المحكوم عليهم بالإعدام من طرف الإدراة الفرنسية. كالصعق بالكهرباء والكي والفلقة.. وغيرها من تقنيات التعذيب الجهنمية التي تفننت فيها فرنسا. وقال السيد بودينة الذين كان محكوما عليه بالإعدام رفقة 19 جزائريا آخر بسجن ليون بفرنسا أنه رغم أساليب التعذيب المذكورة لم تتمكن فرنسا من حصولها على المعلومات اللازمة. وذكّر في السياق أن عدد المحكوم عليهم بالإعدام قبل سنة 1962 لم يتعد 2300 محكوم، حيث تم إعدام 217 بمختلف السجون الفرنسية بطرق منافية للقوانين الدولية، مؤكدا أن حوالي 2083 محكوم لايزال على قيد الحياة. وقد عدة شهادات عن بعض أسماء الجزائريين الذين أعدموا بالمقصلة كالشهداء أحمد زبانة وفرّاج وعلي شكال وخليفي عبد الرحمان وميلود بوقندورة.. وغيرهم ممن قدموا أرواحهم في سبيل الوطن. وقدمت العديد من الشهادات الحية لبعض المجاهدين ورفقاء درب المحكوم عليهم بالاعدام، حيث ابرزوا مسيرتهم النضالية خارج الوطن كممثلين لجبهة التحرير الوطني بفرنسا. وفي الأخير كرمت جمعية مشعل الشهيد السيد مصطفى بودينة رئيس المنظمة الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام كعرفان لمجهوداته التي قدمها للثورة التحريرية. ويذكر أن للمجاهد بودينة كتاب يحمل عنوان ''الناجي من المقصلة'' ينقل ضمنه شهادات حية لما عاشه خلال فترة الاعتقال بسجن ليون بفرنسا رفقة 19 من رفقاء دربه.