أوضح الأستاذ عبد العالي بن حمو وهو طبيب مختص بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات المعاقين بقسنطينة، في مداخلة له بعنوان “الكشف المبكر عن داء التوحد” بقاعة ميلود طاهري بسوق أهراس، بأنه من شأن استحداث هذا المركز أن “يسمح بضمان تشخيص دقيق لداء التوحد واقتراح تكفل ناجع بالأطفال المصابين. أشار المتحدث الى أن عدد الأطفال المصابين بهذا الداء وصل إلى حدود 45 ألف طفل على المستوى الوطني، حسب إحصائيات وزارة التضامن الوطني والأسرة للعام 2010. ودعا في هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة الذي ستمتد فعالياته طوال الشهر الجاري، إلى “ضرورة إشراك أولياء الأطفال المصابين في عملية التكفل بالمشروع العلاجي من خلال توعيتهم وتكوين المتدخلين على غرار الأطباء النفسانيين والمربين والحاضنات”. وأكد بأن مرض التوحد يمتاز بثلاثة أعراض أساسية وهي اضطرابات في التفاعلات الاجتماعية واضطراب في التواصل فضلا عن سلوكيات مضطربة، داعيا إلى ضرورة التشخيص المبكر للطفل المصاب، وخاصة لفئة الأطفال بين 3 إلى 6 سنوات، من خلال شراكة مابين أولياء المرضى والمراكز المختصة والمراكز الاستشفائية الجامعية فضلا عن الجامعة. من جهته كشف مدير المركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات المعاقين لقسنطينة، كريم شعلان، بأنه تم مؤخرا إبرام اتفاقية تكوين المكونين في ميادين الإعاقة النفسية والبصرية والسمعية بين الوزارة الوصية وجمعية “القرن ال21” الفرنسية، وبعدما أشار إلى أنه سيتم بموجب هذه الاتفاقية تكوين مكونين مختصين وتبادل الخبرات بين ذات المركز والمكونين داخل المراكز المختصة بالوطن من جهة والجمعية الفرنسية من جهة ثانية، أوضح بأن هذه الاتفاقية تهدف أساسا إلى اكتساب مهارات جديدة والتكيف مع واقع الإعاقة بكل أشكالها، وأكد ذات المتدخل بأن الجزائر لها تجربة رائدة على مستوى العالم العربي والإفريقي في مجال التكفل بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بالنظر إلى العدد الهائل من المراكز المفتوحة والتي توجد في طور الإنجاز، مشيرا أن الوزارة الوصية شرعت عملية إحصائية حول موضوع الإعاقة بكل أشكالها وطنيا، وهو ما سيسمح بمعرفة عدد المعاقين بالجزائر، ما سيمكن من وضع برامج لتكوين المكونين المختصين وتحديد المناطق التي هي بحاجة ماسة للتكفل بالمصابين بها. أشار مدير النشاط الاجتماعي والتضامن إلى أن المركزين التربويين للأطفال المتخلفين ذهنيا لكل من سوق أهراس وسدراتة يضمان حاليا 160 طفلا متكفل بهم من طرف أخصائيين نفسانيين ومربين مختصين، مشيرا إلى أن الدولة سخرت إمكانيات مادية وبشرية للتكفل الأحسن بهذه الفئة. للإشارة فإن مرض التوحد هو عبارة عن خلل وظيفي في المخ يحدث اضطرابا في تواصل الطفل مع مجتمعه ما يعيقه عن ممارسة الحياة اليومية.