ما إن يحل الشهر رمضان الكريم بتسمسيلت إلا وترى العائلات تتوافد في ساعات متأخرة من الليل على محلات الشواء وقاعات الشاي، ميزة تعانق السهرات الرمضانية بالولاية، إذ تضفي جوا مميزا.. ففي كل عام تتحول جل المطاعم الى محلات لتحضير ما لذ وطاب من أطباق الشواء و”سندويتشات المرڤاز” التى تسيل اللعاب بمجرد اشتمام رائحتها الزكية، خصوصا أنها محضرة بطريقة مميزة وبشتى النكهات. السيد عبد الرحمان، ببلدية لرجام، لا يقوى هو وعائلته على مفارقة تلك الأماكن، فبعد صلاة التراويح يقطع مسافات طويلة لتمتع بلذة الطعام المقدم ويقول:”رغم ارتفاع أسعاره إلا أنني لا أمانع بالمجيء ولو مرة في الأسبوع لتناول الشواء وكسر الروتين والتسحر على وجبة دسمة تنسيني تعب الصيام”، معتبرا ذلك من الطقوس التى ألفها في كل سنة. ويعلق محمد صاحب مطعم عائلي بحي الوئام بعاصمة الولاية، أن العديد من الشبان تراهم يرابطون منذ الساعات الأولى أمام المحل خوفا من عدم تمكنهم من الظفر بمكان، مشيرا إلى أن غياب مساحات لركن السيارات الزوار أحدث نوعا من الفوضى، مؤكدا أن الأمر يفقده الكثير من الزبائن باعتبار أن أصحاب المركبات لا يطيقون الانتظار طويلا، ما يدفعهم للذهاب لمطاعم أخرى أقل ازدحاما. ويقول الحاج محمد، أحد الزبائن، إن محلات الشواء لم تعد فقط قبلة للسهر والترويح عن النفس بل فتحت مناصب شغل لشبان المنطقة لما يشهده ذلك النشاط من زيادة في الأرباح نتيجة الإقبال الهائل لزبائن وارتفاع الطفيف لأسعار الشواء بشتى أنواعه، أين يصل في بعض الأحيان إلى 30 دج للعود الواحد، مشيرا إلى أن هناك عديد من الأشخاص والعائلات تحج في الكثير من الأوقات إلى الطرقات قصد تناوله بسبب انخفاض سعره خلافا لمناطق الأخرى، وهذا الانخفاض - حسبه - عائد إلى أن عملهم مؤقت، أي لا يمتهنونه إلا في شهر رمضان، مؤكدا أنّ فلسفة هؤلاء تقوم على بيع أكبر كمية ممكنة بسعر منخفض لتحقيق الربح أحسن من بيع القليل بسعر مرتفع، وهي طريقة أصبح يتبعها العديد من التجار. وتبقى تلك المحلات تصنع ديكورا السهرات الرمضانية ببوابة الونشريس وملاذا للعائلات بعد يوم شاق، خصوصا مع الحرارة الشديدة التى تشهدها المنطقة.