تحولت بلدية الكاليتوس شرقي العاصمة، في الآونة الأخيرة إلى مزار عديد الأشخاص والعائلات، قصد تناول الشواء على الطريق الوطني رقم 8 بعدما أصبح يحج إليها هؤلاء بسبب انخفاض سعر الشواء عن المناطق الأخرى مثل الدرارية أو باقي مطاعم العاصمة المنتشرة في مختلف الأنحاء، حيث يقدر سعر الشواء بها عشرة دنانير فقط. انتشرت مطاعم الشواء والدجاج المشوي كالفطريات على جانبي طريق الكاليتوس الأربعاء على مستوى حي موني بعدما استقر بها أغلب أصحاب المطاعم الوافدين من منطقة الرويسو التي كانت مشهورة بالشواء منذ الاستقلال، وذلك بعد غلق محلاتهم وتهديم بعضها بسبب أشغال الترامواي الذي تنتهي محطته الرئيسية بتلك المنطقة. وإذا كان سعر كراء المحلات هو السر الأول وراء فارق السعر، إلا أنّ أحد أصحاب المحلات هناك، أكّد ل «السلام» أنّ فلسفة أصحاب الشواء تقوم على بيع أكبر كمية ممكنة بسعر منخفض لتحقيق الربح أحسن من بيع القليل بسعر مرتفع وهي طريقة أصبح يتبعها العديد من التجار. إلا أنّ ما يعيبه أصحاب حي موني بالكاليتوس ومستعملي الطريق الوطني بذلك المسار، هو الازدحام المروري رغم إشارات المرور الموضوعة حديثا بالمكان، إلا أنّ كثرة الوافدين بالسيارات وقلة مساحات ركن السيارات زاد من الوضع تعقيدا، رغم أنّ رئيس بلدية الكاليتوس وعد سالفا بتسوية الوضعية وتحسين الاستقبال باستحداث مساحات للسيارات وتعزيز الأمن بالمكان، كون المنطقة أصبحت حقا محل جذب للعديد من الأشخاص ومن مختلف مناطق الوطن. محمد من باب الجديد (30 سنة)، قال أنه يعرف بلدية الكاليتوس منذ مدة، ويلاحظ أنها كانت شبه معزولة عن العاصمة خاصة في سنوات العشرية الحمراء، لكن اليوم يرى محمد أنّ الحياة تحسنت هناك، ويعلق حسان (45 سنة) أنّه يأتي أحيانا لتناول الشواء مع أصدقائه هنا والسهر، إلا أنّ مشكل الازدحام يبقى العائق الوحيد الذي يؤرقنا ويقلقنا، أما أمين وهو عامل بإحدى محلات الشواء فيقول أن الأجمل في كون هذه المحلات وفرت مناصب شغل للعديد من شباب المنطقة، وهي تحتاج بحسبه إلى نظرة من السلطات المحلية لتنظيم المكان وتسييره على أحسن ما يرام لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الزائرين، واستحداث وسائل أخرى للترفيه حتى تصبح بلدية الكاليتوس قطبا سياحيا في الجزائر. إلى ذلك، لا يزال سكان بلدية الكاليتوس يشتكون من الأوحال في الشتاء ومن الغبار وانتشار القاذورات صيفا، ما يجعل الحشرات الضارة والسامة تتكاثر، تماما مثل الأمراض المتنقلة عبر المياه، بالإضافة إلى نقص المرافق العمومية، حيث لا يحتوي حي 1600 مسكن على قاعة رياضية أو روضة للأطفال ولا حتى مركز بريد أو مركز صحي ولا غير ذلك، عدا بعض المدارس الابتدائية المصنوعة من شاليهات مجهزة لا تستجيب لشروط تمدرس التلاميذ بكل المقاييس، وفي انتظار تحقيق طلب المواطنين في تواصل الأشغال، يبقى التوقف بدون تبرير في ظل تهاون السلطات المحلية وتثاقلها في سبيل حل مشاكل المواطنين اليومية.