يعيش عدد من مساجد العاصمة حالة غير مسبوقة من الفوضى سببها النساء اللواتي يصطحبن أطفالهن إلى المسجد في صلاة التراويح، حيث تتحول بيوت الله إلى دور للحضانة وسط زعيق وفوضى الأطفال التي تعيق المصلين عن أداء الصلاة في هدوء. وقد وصل الأمر ببعض النساء في إحدى مساجد بن عكنون بالعاصمة إلى إحضارالحفاظات وتغيير ملابس أطفالهن وسط صفوف المصلين، ناهيك عن الثرثرة النسوية التي لا تتوقف حتى والإمام يعلن عن قيام الصلاة. فعوض استغلال المسجد لقراءة القران والصلاة تغتنم بعض النساء الفرصة للحديث عن أخبار الجيران والأحياء والتطرق لمختلف المواضيع من أخبار الزواج والطلاق إلى وصفات الطبخ و مسلسلات رمضان.. باختصار الحديث عن كل شيء حتى تحول المسجد إلى حمام أو قاعة للحفلات أو”مارشي” على حد تعبير إحدى السيدات، خاصة أن بعضهن يجلبن الكراسي للجلوس في أواخر الصفوف، وهي الأماكن التي كانت تخصص للعجائز اللواتي لا يستطعن الوقوف طويلا في الصلاة، فتصبح الصفوف الخلفية مجالس نسائية وهات يا حكي.. وبين هذا وذاك قد ينشب عراك نسوي بسب مكيفات الهواء وفتح النوافذ من عدمها أوإنارة الأضواء من عدمها، فيختلط الحابل بالنابل في الطابق المخصص للنساء، وتحدث فتنة في بيت الله، ما يعني أن التركيز في الصلاة يصبح من سابع المستحيلات، حيث يصير صوت صراخ الأطفال وفوضاهم يعلو على صوت الإمام وقراءته أثناء الصلاة. هذه الظاهرة التي عرفتها مساجد العاصمة في السنوات الأخيرة زادت حدة هذه السنة بسبب تزامن شهر الصيام مع العطلة الصيفية. وقد أثارت الظاهرة استياء الكثير من المصلين الذين توجهوا بطلب إلى الأئمة لإيجاد حل لها وصل إلى حد رفع الأمر إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للنظر فيها، مادامت لم تنفع لحد الآن كل الخطب المسجدية والمواعظ التي يلقيها الإمام والدروس التي تقوم بها المرشدات الدينيات في صفوف النساء للحد من الظاهرة، بل لم يمنع حتى التهديد بغلق مصليات النساء في حال استمرار ظاهرة فوضي المساجد هذه. ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا أن الموضوع حساس، لأن منع النساء من دخول المساجد من شأنه أن يثير الكثير من الجدل في أحقية النساء في ارتياد بيوت الله.. لتبقى في الوقت الحالي المواعظ والنداءات المتكررة التي يوجهها الأئمة السبيل الوحيد لتوعية النساء بالظاهرة، وهي النداءات التي لا يبدو أنها تلقى آذانا صاغية، لتبقى الفوضى والعراك سيدة مصليات النساء إلى حين.