تحولت حياة العديد من سكان قرية عين غالم ببلدية سيدي بوتشنت، التابعة إقليميا لولاية تسمسيلت، إلى كابوس حقيقي رسمته الظروف المتردية والقاسية جراء انعدام أدنى متطلبات الحياة الكريمة من انعدام الربط بشبكة الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب، فانعدام الماء هو الآخر كان من بين مسببات فتح أبواب “الحرڤة” على مصراعيها بفعل معاناة السكان الدائمة مع اقتناء هذا المورد الحيوي بأسعار تصل إلى 1000 دج للصهريج، فضلا عن اهتراء الطرقات الذي أصبح هاجسا يؤرق هؤلاء رغم أن الدوار لا يبعد عن البلدية إلا ب15 كلم فقط. وأوضح السكان في شكوى اطلعت “الفجر” عليها، أنهم يعيشون خارج مجال التغطية التنموية حياة بدائية فرضها عليهم منتخبوهم الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء إخراجهم من دوامة الفقر والعزلة في ظل الصمت المحلي، حسبهم، مؤكدين أن الدوار لم تطله يد الإصلاح أو أي مشروع يخفف وطأة معاناتهم، فانقطاع الطرقات أبعدتهم عما يجري في العالم جراء اهترائها ووعورة مسالكها، خصوصا في أيام الشتاء، أين تتراكم الأوحال والبرك، ما يعرقل تنقل المواطنين لقضاء حوائجهم. وهنا استدل أحدهم بواقعة امرأة وضعت حملها على متن حمار كان يقلّها إلى عيادة بعاصمة البلدية، نتيجة استحالة تحويلها بمركبة، فضلا عن عوائق تنقل أطفال المدارس الذين غالبا ما يجبرهم سوء الممرات الترابية على مقاطعة الدراسة، في وقت تبقى المدرسة الوحيدة تزورها الحيوانات وتتخذها كمأوى ما جعلها تتحول من صرح تعليمي إلى “زريبة” تربوية. كما أوضحوا في رسالتهم أن قاعة العلاج التي تتوفر على كامل التجهيزات الطبية أصابها الشلل التام جراء غياب الطبيب المناوب، ما جعل هذه القرى التي تحتضن أكثر من 60 عائلة تعيش عزلة خانقة. وأمام هذا الوضع المأساوي الذي يحدث في القرن الواحد والعشرين، يتساءل السكان عن حقهم أونصيبهم من مختلف البرامج التنموية.