المتتبع لشؤون التنمية ببلدية بوفاطيس، التي يقدر عدد سكانها ب 11562 ساكن، وتبعد عن مقر ولاية وهران ب 25 كلم، يقف مندهشا أمام ما يلاحظه من تأخر في تحريك دواليب التنمية بها، رغم رصدها سنويا أزيد من 7 ملايير سنتيم كميزانية، إلا أنها لم تشفع لها لإخراجها من الوضع المزري ومن العزلة التي تعاني منها في غياب أدنى شروط العيش ساعدت الظروف المأساوية التي يعيش فيها المواطنون، على تنامي جيوب الفقر بعدما توسعت دوائر الغبن والمعاناة، بالنظر للأوضاع الكارثية التي يعاني منها السكان على جميع المستويات، وذلك بالرغم من قربها من المنطقة البتروكيماوية لأرزيو، إلا أن بركاتها لم تعد عليها، حيث لا تجد بين سكانها إلا مشاعر السخط والتذمر والإستياء، حيث عجز منتخبو البلدية عن إيجاد الآليات الضرورية لتحقيق الوثبة التنموية المنتظرة منذ سنوات· وساعد انتشار الفقر والحرمان والغبن بالبلدية، التي تعاقبت عليها الكثير من المجالس المنتخبة ولا شيء تغير، في ظل عقم سياسة التسيير، والتي جعلت المواطنين بالبلدية يناشدون السلطات الولائية بإعداد برامج تنموية من شأنها انتشالهم من دائرة النسيان، بعدما أصبحت البلدية ضحية سياسات فاشلة زينتها تقارير مزخرفة لرؤساء البلدية المتعاقبين عليها، دون تحقيق تطلعات السكان عبر جميع القرى والمناطق النائية للبلدية، من قرية سلاطنة التي تقطنها 913 نسمة، وقرية القطني التي بها 2500 ساكن، وقرية العوامر ذات ال 444 نسمة، إلى جانب غابة اسماعيل التي يتواجد فيها 428 ساكن· يعيش سكان هذه المناطق ظروف إقامة شبيهة بالحياة البدائية، وسكناتها مهددة بالإنهيار بعد سلسلة الفيضانات التي عمت المنطقة، زادت من مرارة العيش بالبلدية التي بالرغم من توفرها على كل الإمكانيات البشرية والفلاحية، إلا أنها لم تستغل· ويشتكي الشباب من البطالة الخانقة التي يعانون منها، موجهين أصابع الاتهام إلى المنتخبين الذين تجاهلوا وضعيتهم، رغم طلبات الشغل العديدة، حيث لم يتمكنوا من احتواء الظاهرة وخلق مناصب شغل حتى في إطار الشبكة الاجتماعية، مما ساعد على ارتفاع مؤشر البطالة· كما عبّر سكان قرى بلدية بوفاطيس، من جهتهم، عن تذمرهم جراء الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات، في ظل غياب الكهرباء الذي يتكرر انقطاعه كل مرة، إلى جانب انعدام المياه الصالحة للشرب، فضلا عن غياب الغاز الطبيعي، ما جعل السكان يكابدون صعوبة التنقل خارج البلدية للبحث عن قارورة غاز، بالإضافة لغياب النقل· وركز السكان، في حديثهم معنا، على الوضعية الاجتماعية الصعبة بسبب التعطل اليومي والدائم لخدمات مركز البريد، وكذا نقص التغطية الصحية، حيث يقطع المرضى مسافة 22 كلم للحصول على طبيب، مع تدهور وضعية الطرقات وغياب الأرصفة، إذ تتحول الشوارع مع تساقط الأمطار كل فصل شتاء إلى برك ومستنقعات مائية من الأوحال، إلى جانب تدفق قنوات الصرف الصحي والانتشار الواسع للبنايات القصديرية وغياب مساحات للعب الأطفال· وأمام هذه الظروف الإجتماعية المزرية، يطالب سكان البلدية بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية لأخذ انشغالاتهم بعين الإعتبار وإخراج البلدية من العزلة التي تعيشها·