تحول مشروع السوق اليومي الذي خصصت له مصالح بلدية تالة إيفاسن، الواقعة شمال ولاية سطيف، غلافا ماليا يقدر ب 400 مليون قصد تهيئته للتجار، إلى موقف تتربع فيه مركبات أحد المقاولين بالمنطقة بدون أي حق، وهذا رغم مرور أزيد من أربعة أشهر على إنجازه، وهو المشروع الذي كان مقررا أن يكون كبديل لظاهرة التجارة الفوضوية التي تسود مدخل مدينة تيزي نبراهم بالمحاذاة للمسجد المركزي الذي تهزه تصرفات الباعة الفوضويون الذين يتركون فضلاتهم على شكل أكوام بالقرب من الباب الرئيسي للمسجد على متن الطريق الوطني رقم 75، ناهيك عن الاختناقات المرورية التي يخلفها هذا السوق الفوضوي، خاصة في الفترات المسائية، أين يضطر الناقلين لقضاء ساعات طويلة دون التمكن من الخروج من المدينة المذكورة، لتبقى الأوضاع في انتظار تحويل هؤلاء التجار إلى المشروع المذكور تراوح نفسها، بل وتفاقم الوضع خلال أيام الشهر الفضيل نظرا لقيام المصلين بأداء التراويح خارج المسجد الذي لم يعد كافيا لعدد المصلين المتوافدين عليه، في ظروف جد صعبة أمام تلك الفضلات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين مجددا بعد أزمة النفايات التي عصفت بالمنطقة خلال الأيام الماضية بسبب معارضة سكان قرية آيث عميروش المصالح البلدية من اتخاذ مكان محاذي للقرية كمفرغة عمومية. وقد تم تحقيق ذلك بتدخل القوة العمومية، وسط احتجاجات عارمة لسكان المنطقة، لكن الأمر ينذر بتكرار سيناريو الفوضى في حالة عدم التدخل العاجل من طرف المصالح المعنية لاستغلال المشروع الذي يطالب من خلاله المواطنون والتجار على حد سواء بضرورة إيفاد لجنة تحقيق لتقصي حيثيات الوضع، متهمين بوجود تواطؤ من طرف مصالح البلدية، هذه الأخيرة التي اكتفت بإصدار تعليمات تمنع التجار من مزاولة مهامهم بالقرب من المسجد إلى غاية ضبط آخر الترتيبات الخاصة بالمشروع المذكور.