بدت مسألة تواصل قيادات الإخوان المسلمين في العالم العربي لمعرفة كيف تراقب الأحزاب الإسلامية في العالم العربي تطورات الأوضاع السياسية التي تعرفها حركة مجتمع السلم الجزائرية التي يرأسها أبو جرة سلطاني، صعبة نظرا لانشغال معظم الأحزاب العربية التي تنحدر من عباءة الإخوان بشؤونهم الداخلية. انقسم الانطباع العام لقيادات الإخوان المسلمين، الذين اتصلت ”الفجر” بهم، بين من يجهل الأزمة وبين من يستغرب فشل حركة مجتمع السلم في تحقيق ”الربيع العربي” في الجزائر. فإلى أي مدى أخرجت الملفات الثقيلة التي لا تزال تحوم بالعديد من الأحزاب السياسية في العالم العربي حركة مجتمع السلم من اهتمامات أجندة الأحزاب الإسلامية في العالم العربي و التنظيم العالمي للإخوان المسلمين؟، هذا هو السؤال الذي حولنا رصده عبر التواصل مع قيادات إخوانية مصرية بارزة التي تحفظ بعضها على التعليق بينما أكد القيادي رشاد البيومي، عضو مكتب الإرشاد أن ”التدخل لوضع حلول للأزمة التي لاتزال تعصف بحزب حركة مجتمع السلم ليست شأن الإخوان في مصر، خصوصا بعد موجة الاستقالات وانشقاق القيادي الوزير السابق عمر غول وتوجهه لإنشاء حزب نجح في أن يستقطب إليه قيادات كبيرة من مكتب الإرشاد”. كما أورد علي عبد الفتاح، المكلف بالاتصال بين الأحزاب في جماعة الإخوان ل”الفجر”، أن أول اتصالات تلقتها الجماعة من قيادات من حركة حمس بعد فوز محمد مرسي برئاسة كانت تحمل طلبا من حركة حمس بلقاء محمد مرسي وهو الطلب الذي لم يتم الفصل فيه إلى غاية الآن نظرا لكون أجندة الرئيس مرسي متخمة بالملفات الإستراتجية الداخلية والإقليمية. وأرجع الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام لامبالاة الإخوان بما يحدث في داخل حركة حمس، إلى أنه يعكس أحوال علاقة الإخوان في مصر بإخوان الجزائر، والتي عرفت تراجعا. وقال مهدي عاكس، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، في تعليق سابق على خلافات أبو جرة سلطاني مع مؤسس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة الذي يعيد الوزير عمر غول تجربته مع حركة حمس، بعد أن قدم استقالته معلنا تأسيس حزب جديد: ”لا يوجد إخوان مسلمون في الجزائر وإنما حمس جماعة تربت فقط على فكر الإخوان”. وبالنسبة للمواقع الإخبارية التابعة للجماعة الإخوان في مصر فقد مرت أزمة حركة مجتمع السلم على هامش التقارير الإخبارية وذلك على عكس تناولها للمواضيع التي تتعلق بحركة حماس الفلسطينية ويعكس هذا بحسب القيادي الإخواني المصري حمد طوسن وعضو مجلس الشورى مدى انشغالهم بتطورات الحياة في مصر التي لاتزال تبحث عن سبيل لإعادة عمل مجلس الشعب المعطل بحكم المحكمة الدستورية، كما قال: ”هناك العديد من الملفات في مصر التي لاتزال تعرقل اهتمام حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان بملفات الدول الشقيقة”.