مليون و145 ألف فقير ومحتاج استفادوا من الزكاة شددت مصالح الأمن رقابتها على المساجد، موازاة مع انطلاق حملة تجميع أموال زكاة الفطر بالمساجد خلال النصف الثاني من شهر رمضان، وسط تخوفات من استغلال الجماعات المسلحة وبعض اللاجئين السوريين للمناسبة لتجميع أموال سواء لتهديد النظام العام داخل الجزائر أو لإرسالها إلى سوريا لدعم الجيش السوري الحر. قالت مصادر أمنية ل ”الفجر” إن إجراءات مراقبة المساجد متواصلة والسلطات حريصة على تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، التي تستغل المناسبات الدينية لابتزاز المواطنين، كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، مؤكدا أن الرقابة أيضا تشمل ”اللاجئين السوريين”، الذين يمتهنون التسول وجاؤوا خصيصا لهذا الأمر. وحسب ذات المصادر، فإن مصالح الأمن تتوفر على معلومات تفيد بأن هؤلاء جاؤوا خصيصا إلى الجزائر لتجميع أموال لمساعدة الجيش السوري الحر مستغلين العلاقات الخاصة بين الشعبين الجزائري والسوري، مؤكدا أن الجزائر حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بأي طريقة وأنها تراقب بحزم أي تحويلات مشبوهة يقوم بها هؤلاء من الجزائر إلى سوريا. من جهة أخرى، كشف مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، المكلف بالإعلام، عدة فلاحي في اتصال مع الفجر، أن أموال الزكاة بلغت منذ 2003 إلى العام الماضي 2018739600.00 دج، أي ما يفوق 200 مليار سنتيم، استفاد منها أكثر من مليون شخص، وهو مبلغ مهم جدا رغم قصر التجربة ومحدوديتها، وعمرها لا يتجاوز 8 سنوات، ما يبين كبر حجم أموال الزكاة والقيمة المالية التي يمكن أن يستفيد منها ”المجهولون” في حال غياب الرقابة الأمنية. وشدد مستشار الوزير أن دفع أموال الزكاة عبر القنوات الرسمية، التي تمثلها لجان الزكاة بالمساجد من شأنها حماية أموال المزكين من الذهاب إلى ”مجهولين” ما يمكن أن يشكل تهديدا للأمن العام، ”لأنه في هذه المناسبات يكثر من يستعطفون الناس وقد يكون هؤلاء المستعطفين مجهولي الهوية، ولا نعرف إلى أين تذهب هذه الأموال”. وفي رده على سؤال ”الفجر”، حول قدرة لجان الزكاة بالمساجد على حماية هذه الأموال وإمكانية تورطهم في تسريبها إلى جهات مجهولة، أكد ذات المتحدث أن لجنة الزكاة بالمسجد جهة رسمية آمنة وهي القادرة على ضمان وصول الأموال إلى جهات معلومة، مشيرا أن هذه الإجراءات تصب في خانة الحفاظ على الأمن العام عندما تتم العملية بطريقة رسمية وشفافة. وأضاف ذات المسؤول أن تجميعها والابتعاد عن التزكية بشكل فردي من شأنه أن يساعد المحتاجين والفقراء بدرجة أكبر، لأن المدخول سيكون أوفر. وأكد ذات المتحدث لو أن توسيع دائرة دفع زكاة الفطر بالمساجد لكان الوضع أحسن مما كان عليه في هذه المرحلة بأضعاف المرات، داعيا في ذات السياق المواطنين إلى الاستجابة لمشروع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والذي يقضي بتأطير عملية دفع أموال الزكاة لتعم الفائدة أكثر.