يدفع الكثير من الشبان ضريبة مبالغتهم في الأكل وإفراطهم في تنويع موائدهم الرمضانية من صحتهم، فبعد انقضاء هذا الشهر مباشرة يجد الكثيرون أنفسهم قد فقدوا رشاقتهم في سبيل إرضاء بطونهم. وحسب خبراء التغذية فإن 60 بالمائة من الشبان أصيبوا بالسمنة خلال شهر رمضان الفارط. يتهافت جزائريون، في شهر رمضان وبعدها في أيام العيد، على مختلف الأصناف والأنواع من المأكولات التقليدية أوالحديثة، والتي يزينون بها موائدهم متحججين بطول ساعات الصيام والجوع الشديد الذي ينتابهم خلال هذه الفترة الزمنية، لكن على صعيد آخر يرى البعض في شهر رمضان فرصة لتخفيض الوزن من خلال الإقبال على المأكولات الصحية التي تضمن لهم عدم الزيادة في الوزن طيلة هذا الشهر الفضيل، والحفاظ على جسم صحي وسليم، في الوقت الذي ينصح الأطباء بتوخي الحذر في هذه الفترة التي تعتبر حساسة من حيث الزيادة أو النقص في الوزن. موائد مليئة بما لذ وطاب بعد صيام متعب تسود فكرة عند الكثير من الجزائريين، أن الصوم في رمضان يستدعي الأكل الكثير حتى يتمكنوا من سد جوعهم طيلة النهار، خصوصا أن ساعات الصيام تصل حتى 17 ساعة يوميا، فيحولون بذلك بطونهم إلى أكياس يملؤونها يوميا بمختلف المأكولات والحلويات التي يأخذونها بالتساوي بعد الإفطار، وحجتهم في كل ذلك الجوع الشديد طيلة النهار، بالإضافة إلى أنهم يربطون شهر رمضان بشهر الأكل وما لذ منه وطاب ولا يمكنهم الاستغناء عنه أو التقليل منه، رغم أن هذا الشهر مخصص للعبادة وفعل الخيرات وليس الامتناع عن الأكل والإفطار وفقط، مثل منير الذي اعتبر شهر رمضان من أصعب شهور السنة ولا يمكن لأي شخص أن يتحكم في نفسه ويمسكها عن الأكل بعد صيام يوم كامل خاصة مع الحرارة، قائلا “عن نفسي لا أتمكن من فرض رقابة على ما آكل أولا حيث أشتهي كل المأكولات بأنواعها والحلويات كذلك..”، مضيفا “في هذا رمضان أكتسب وزنا أكثر من سائر الأشهر..”. رمضان فرصة ل”الريجيم” عند البعض هناك من العائلات من تحرص ربات البيوت فيها على إعداد أطباق صحية لكافة الأفراد حتى تضمن لهم بذلك أكلا وصوما صحيا، مثل السيدة ربيعة، التي أكدت في حديثها أنها تحرص في شهر رمضان على تقديم وجبات صحية تكون مكوناتها من الخضر والنباتات، مضيفة ‘'أتفادى تقديم المأكولات الدسمة والذهنية لأنها مضرة بالصحة وتسبب لأفراد العائلة التخمة بعد يوم كامل من الصيام''. من جانب آخر يفضل البعض أن يحولوا شهر الصيام إلى فرصة لا تعوض حتى يخفضوا من وزنهم ويكتسبوا وزنا صحيا في هذه المدة، حيث يحرصون على تناول المأكولات الصحية ويتجنبون السكريات والحلويات ومختلف أصناف الأطباق التي من شأنها أن تكون سببا في زيادتهم للوزن.. مثل نادية، شابة في مقتبل العمر، أشارت إلى أنها ترى في رمضان الشهر المناسب لإنقاص الوزن قائلة “نحن نصوم عدة ساعات في اليوم ولمدة شهر كامل وأعتبرها فرصة من ذهب أتمكن خلالها من فقدان الوزن والذي لم أتمكن من تخفيضه في سائر أشهر السنة..”. أخصائيو التغذية يدعون إلى التعقل في الأكل أكد الأطباء والمختصون في التغذية أن تأثير الصوم في رمضان على وزن الإنسان يختلف من شخص إلى آخر، وذلك باختلاف الاختيارات الغذائية والمجهود الجسدي الذي يتم بذله، حيث يتوقع الكثيرون أن الصيام يؤدي بالضرورة إلى إنقاص بعض الكيلوغرامات، وذلك لمحدودية الفترة التي تسمح للشخص بالأكل، لكن فإن هذه القاعدة تختلف من شخص لآخر، فهناك من يحافظ على وزنه أثناء الصيام وهناك من يتغير وزنه باتجاه الزيادة أو النقصان. وفي هذا السياق تقول أخصائية التغذية، الدكتورة دليلة مسكين، إن هناك دراسات أجريت في شهر رمضان كشفت عن أن 60 بالمائة بالتقريب ازداد وزنهم في نهاية شهر رمضان. وعند استجواب هؤلاء الأشخاص عن أسباب زيادة الوزن، أرجعوا السبب إلى أنهم طيلة الشهر كانوا يأخذون الوجبات الغنية بالنشويات والدهنيات، بالإضافة إلى أنهم لم يقوموا بأنشطة رياضية. واستنتج الباحثون أن الافتراض أن شهر رمضان مرتبط بفقدان الوزن هو افتراض غير صحيح، الأمر الذي يزيد من أهمية إتباع عادات غذائية صحية خلال هذا الشهر. ومن أجل إنقاص الوزن تنصح الدكتورة مسكين باتباع بعض التوجيهات التالية المتمثلة في تجنب الشبع إلى درجة التخمة، كما دعوا إلى ضرورة الإكثار من تناول الخضروات وتجنب المشروبات الغازية والمحلاة، والأطعمة المقلية، وعدم المبالغة في استهلاك التمر. وفي نفس الإطار دعوا إلى ضرورة الإكثار من المجهود الحركي، لأنه الطريقة الوحيدة المثبتة علميا لزيادة حرق السعرات الحرارية، وأفضل وقت للقيام بالنشاط الجسدي في رمضان هو بعد وجبة الإفطار، مثل المشي إلى صلاة التراويح، والتي يمكن تقسيمها إلى نصف ساعة كل يوم، خمسة أيام في الأسبوع.