»إذا زاد الشيء عن حده إنقلب إلى ضده«... مقولة تنطبق على كل شيء وخصوصا على الأكل الذي قد يشكل خطرا حقيقيا على صحة الفرد وحياته إذا فاق الحدود، وهي الظاهرة التي نعايشها يوميا في شهر رمضان الكريم، حيث تزداد شهية الأكل عند البعض إلى حد الشبع وحتى التخمة. وهذه بعض النصائح التي يقدمها لنا الطبيب المختص قصد تفادي أي تعقيدات صحية. إيمان بن محمد بينما يدعونا الدين إلى انتهاز فرصة الشهر الكريم للعبادة وتجنب الشهوات، إلا أن الكثير منّا يعمد إلى تحويل رمضان إلى شهر أكل ما لذّ وطاب فيستهلكون خلاله أضعاف ما يستهلكونه في الشهور الأخرى. وكثيرا ما نسمع أو نرى صائمين يندفعون بعد الفطور إلى الأكل والشرب دون هوادة وبلا تفكير، فيحشون بطونهم حشوا بشتى ألوان الأطباق والأكلات حتى تكاد تنفجر، وكأنهم يحاولون باستهلاك تلك الكميات الهائلة من الأطعمة استدراك ما فاتهم طيلة يوم من الصيام، فهذه أنواع من »الطواجين« والمخللات والعجائن والمسكرات والحلويات المختلفة من الزلابية والقطايف والمحنشة وقلب اللوز والبقلاوة... والقائمة مازالت طويلة. يلتهمون كل هذا دفعة واحدة دون أن يدركوا وربما يدركون ولكن يتناسون أنه يتحول إلى دهون وشحوم وزيادة في الوزن تؤثر على الصحة عموما وعلى القلب والدورة الدموية خصوصا. وفي هذا السياق، تقول الدكتورة سعاد غزالي، إن أهم هذه المشاكل التي تكثر في هذا الشهر هي عسر الهضم وانتفاخ المعدة وتكوّن غازات في البطن وبالتالي حدوث اضطرابات معدية يصعب معالجتها في وقت قصير، بل وقد تلازم صاحبها طيلة شهور، ناهيك عن الشعور بالخمول والكسل والنعاس طيلة اليوم والشهر؛ وبهذا تضيف يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم، وأهمها المخ. وعما يجب فعله لتفادي هذه التعقيدات، أكدت الطبيبة بأنه علينا أولا أن نحترم كمية الماء التي ُينصح دائما بتناولها وهي لتر إلى لتر ونصف. ثانيا، علينا أن نتوازن في تناول »البروتينات« والسكريات والدهون وأن »نتحايل« في اختيار ما ينفع جسمنا كاستبدال الأكلات الدسمة بالسلطات والخضر والفواكه ما أمكن، وعدم الإكثار من الحلويات واستبدالها بالتمر والتين باعتباره سهل الامتصاص. وفي الإطار ذاته، شددت المتحدثة على ضرورة التفرقة بين الوجبات وعدم التهام كافة الأطعمة في وجبة الفطور حتى لا نُتعب المعدة وتتمكن من الهضم بشكل جيد. كما لم تغفل الطبيبة التطرق إلى مشكل السهر وشرب المنشطات بكثرة كالقهوة والشاي التي يكون لها انعكاس سلبي على النوم وبالتالي على الجهاز الهضمي. لذا فالطبيبة تنصح بضرورة التدرج والتوازن في التغذية خاصة في الأيام الأولى من رمضان، حتى لا يحصل أي تغير مفاجئ في النظام الغذائي الذي كان قبل رمضان وكذا التفرقة بين الوجبات ما أمكن، ويا حبذا إذا قمنا بمجهود حركي أو رياضي بين هاته الوجبات. وتبقى القاعدة الذهبية »لا إفراط في الأكل ولا تفريط في النوم«.