اندلعت، أمس، بولاية عنابة حرائق كبيرة بأعالي غابات جبال سرايدي، التي لا تبعد عن المدينة سوى ب 12 كلم، استمرت ملتهبة منذ ساعات الفجر الأولى لغاية الظهر، رغم اجتهاد قوات كبيرة من عناصر الحماية المدنية، التي جندت عشرات الشاحنات والعربات المضادة للحرائق لتتمكن بعد ساعات مضنية من مكافحة النيران من إخمادها. وأعلنت مصالح الحماية المدنية، أن هذه الحرائق أتت على أكثر من 10 هكتارات من الأحراش والغابات بمنطقة سرايدي الجبلية، والتي شهدت خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان اندلاع حرائق مماثلة بالمنطقة نفسها أتلفت حوالي 10 هكتارات من الغابات. وسببت هذه الحرائق المتتالية حالة من الخوف لدى سكان المناطق المحاذية لغابات سرايدي، الذين يخشون اتساع الحرائق وامتدادها إلى مناطقهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بكامل المنطقة، حيث بلغت 45 درجة مسجلة حسب مركز الرصد الجوي لمطار عنابة، الأمر الذي جعل الجو والهواء بالمدينة حارا لا يطاق. وتشتكي مصالح الحماية المدنية كل سنة من نقص العتاد الخاص بمكافحة الحرائق في المناطق الجبلية الوعرة، التي لا يمكن لشاحنات الصهاريج أن تدخلها وأن تصل إليها، الأمر الذي يجبر مصالح الحماية المدنية على التدخل في الأماكن المنبسطة فقط، في غياب طائرات الإطفاء التي أصبحت أكثر من ضرورية، حسب مصالح الحماية المدنية، والتي تتأسف لضياع عشرات الهكتارات من الأشجار والمساحات الغابية النادرة بمنطقة عنابة، التي بدأت أغلب جبالها تفقد رونقها الأخضر جراء احتراق آلاف الأشجار كل سنة، الأمر الذي أصبح يهدد المنطقة بكاملها بتصحر قادم لا محالة، إن لم تتحرك السلطات العليا للبلاد لتزويد مصالح الحماية المدنية بالوسائل اللازمة قبل فوات الأوان. ومن جهتها، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع هذه الحرائق، خاصة بعد أن تم توقيف شخص بولاية الطارف المجاورة في حالة تلبس بإشعال النيران عمدا في غابة.