شهدت جبال أعالي سرايدي صبيحة أمس اندلاع النيران على مستوى الغابات الكثيفة التي تغطيها ،مما أثار زوبعة كثيفة من الدخان تأثر بسببها سكان مدينة عنابة ،ألسنة النيران كانت كثيفة جدا، ومما عقد من مهمة إطفاء هذه الحرائق المسالك الوعرة التي تميز المنطقة الجبلية، وهي المنطقة التي يمتد على مستواها خط التليفيريك الرابط بين بلدية سرايدي ومدينة عنابة، ولحسن الحظ أن هذه الحرائق كانت على أطراف جبال سرايدي ،مما جنب حدوث كارثة إنسانية لو وصلت ألسنة اللهب إلى الخط الذي يربط بين المدينتين، وهو خط نشط جدا ،اتخذ السكان التليفيريك كأفضل وسيلة نقل على غرار الطريق الجبلي الذي عكف عنه أغلب المسافرين ماعدا أولئك الذين يمتلكون سيارات خاصة.وهذا ربحا للوقت لأن التليفريك أسرع وأمتع في الرحلة بين المدينتين. تعتبر هذه الحرائق يقول سكان سيدي عاشور وسكان سيدي حرب ،موسمية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكذلك الجفاف الكبير الذي يمس أحراش أعالي سرايدي. خاصة في هذا الفصل بالذات ،وبالتالي أي شرارة يمكن أن تحدث كارثة بيئية على مستوى هذه السلسلة الجبلية والتي تعتبر رئة ولاية عنابة ،لتميزها بغطاء غابي كثيف أضفى على المدينة خضرة دائمة وزاد من قيمتها السياحية خاصة ومد خط التليفيريك بين سرايدي وعنابة. عملية إخماد النيران كانت في غاية الصعوبة لوعورة هذه المسالك الجبلية، وكذلك ضعف الإمكانيات ،فهذا النوع من الحرائق في منطقة جبلية يتطلب استخدام المروحيات وهو الأمر الذي تفتقد إليه مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة. لحد كتابة هذه الأسطر والسنة النيران مازالت تأكل هذه الثروة الغابية التي لا تقدر بثمن، كما أنه على مستوى هذه الجبال يوجد سكان أرياف، فهناك تخوف كبير أن تكون هذه النيران قد أصابت الأرواح والحيوانات. والتخوف الأكبر أن تأتي هذه النيران على عربات وأعمدة التليفيريك الذي كلف انجازه أموال طائلة. وما زاد الطين بلة هبوب الرياح الذي أصبح هو الموجه رقم واحد لألسنة اللهب، وبالتلي عملية التحكم في سير هذه النيران أصبحت معقدة أكثر، مما أضحى يخوف رجال الحماية المدنية ومصالح حرس الغابات، على غرار ما حدث في غابات سوق أهراس في غضون هذا الشهر أين طوقت النيران رجل حماية مدنية وحارس من حراس الغابات وكانت سببا في احتراقهما حتى الموت. لقد باتت هذه الحرائق ككل صيف تهدد الثروة الغابية في الجزائر، إذ يجب التصدي إلى هذه الآلة الفتاكة التي أثرت سلبا على مقدرات الجزائر من الفلين والبلوط والخشب بأنواعه، وكذا الثروة الحيوانية، وخاصة الحيوانات البرية التي أضحت تعاني نفوقا كبيرا أثر سلبا على سلسلة التوازن البيئي في الجزائر.