رهان قطر والمملكة العربية السعودية على الحصول على دعم قوى من الولاياتالمتحدةالأمريكية، لمواجهة ما تعتبره دول الخليج الخط الإيراني دفع بأمير قطر حمد بن خليفة إلى التنازل عن الكثير من العلاقات العائلية التي كانت تربطه بالرئيس السوري بشار الأسد، قبل اندلاع الأزمة السورية، هذا ما يؤكد الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك الذي تحدث فيه مقال جديد نشره على صحيفة ”ذي أندبندنت” البريطانية. بحسب الكاتب البريطاني فإن أمير قطر يؤسس لمواقفه الداعمة للمعارضة السورية وفق مزاجه الشخصي، كما يشير فيسك إلى أن أحد أسباب إصرار قطر على دعم المعارضة السورية هوانزعاج أمير قطر من رفض بشار الأسد السماح لبعض القيادات الإخوانية السورية المنفيين منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بالعودة على سوريا. وأورد الكاتب البريطاني كواليس من لقاء قال انه جمعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، تناول خلاله موضوع دور قطر والسعودية في الأزمة السورية والأسباب الخفية لتحريك قطر لآلتها الإعلامية والتشريعية الممثلة في الشيخ القرضاوي الذي أفتى مرارا وتكرار بضرورة إسقاط النظام فضلا عن الدعم العسكري والمالي الذي تقوم به قطر لمساندة جميع المقاتلين الذين يرغبون في دخول سوريا لمقالته النظام السوري ، قال فيسك ”إن وزير الخارجية السوري أبلغه أن أمير قطر كان قبل عامين، يشيد بالأسد ويعتبره صديقا عزيزا” كما قال: ”لقد كانت تربطهم أواصر عائلية، وكانوا يقضون الاجازات العائلية في دمشق وأحيانا في الدوحة”. وأضاف فيسك، نقلا عن وليد المعلم: ”تناولت الغداء قبل عام مع أمير قطر ولقد أبلغني خلال هذا الاجتماع أنه سيحث قناة الجزيرة على تغيير موقفها الداعم للمعارضة السورية وأنه سيطلب من الشيخ القرضاوي دعم سوريا بدلا من المعارضة وأنه سيخصص مليارات الدولارات لإعادة إعمار سوريا”. وأضاف: ”لكنني سألت الأمير: كانت تربطك علاقات قوية مع معمر القذافي وكنت الزعيم الوحيد في قصره عندما استضافك القذافي خلال القمة- فلماذا أرسلتم طائراتكم لمهاجمة ليبيا ؟ وقال الأمير ببساطة: لأننا لا نريد أن نفقد زخمنا في تونس ومصر- والقذافي كان مسؤولا عن تقسيم السودان”. وعن أسباب تغيير الموقف القطري وترهل العلاقات العائلية بين أمير قطر وعائلة الأسد نقل فيسك عن المعلم قوله: ”انه إذا أردت احتواء إيران، فعليك أن تبدأ بدمشق”. ”اخبرنا احد المبعوثين الغربيين في بداية الأزمة إن العلاقات بين سوريا وإيران وبين سوريا وحزب الله وبين سوريا وحماس هي العناصر الرئيسية وراء هذه الأزمة. وإذا قمنا بتسوية هذه المسألة، فإنهم (الأمريكيون) سيساعدون في إنهاء الأزمة”. وأمام تباين المواقف الدولية في توصيف الأزمة السورية التي تجمع التقرير إلى أنها تترنح بين الحرب الأهلية والصراع الدولي، يجمع الخبراء على أن المملكة العربية السعودية أصبحت واحدة من أهم الفاعلين أيضا في الأزمة السورية عبر دعمها للمعارضة وظل لمواجهة المد الشيعي الإيراني الذي لا تزال المملكة العربية السعودية تعتبره أكبر خطر لها وهو ما يدفعها لعقد تحالفات قوية مع الولاياتالمتحدة ضد إيران، كما يقول الباحث الفرنسي ألان شواوت في معرض تعليقه على الأزمة السورية: ”أخطر ما في الأزمة السورية هي التحالفات الإقليمية التي تأجج الصراع” وهو ما أكد عليه الرئيس المصري الجديد محمد مرسى، الذي أوضح في أول مقابلة إعلامية له بعد توليه لمنصب رئاسة الجهورية المصرية أن الساحة السورية أصبحت حالة صراع إقليمي ودولي، كما أشار في حواره مع وكالة ”روترز”: ”الأزمة في سوريا تدور بين النظام السوري وحلفائه ضد أمريكا وحلفائها من السعودية وقطر وغيرهما إنها حرب بالوكالة”.