تواجه جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسعى إلى الذهاب إلى الأممالمتحدة مجددا من أجل المطالبة بالاعتراف الأممي بدولة فلسطينية غير عضو في الأممالمتحدة، موجة جديدة من التحديات الداخلية. لا تزال الاحتجاجات الشعبية التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الحكومة بسبب غلاء الأسعار تعصف وبشكل خطير بالقضية الفلسطينية التاريخية، بعد أن أصبحت قضية غلاء الأسعار في مقدمة أجندة الفلسطيني وعلى هامش الخلافات الفلسطينية الداخلية بين حركة حماس في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله. دفعت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالشعب الفلسطيني، بوزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، دولا عربيا للمشاركة عن عمد وقصد بفرض الحصار على الشعب الفلسطيني وتجويعه لأهداف سياسية. وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، في خطبة الجمعة في مسجد التشريفات في المقاطعة برام الله، إن شعبنا الفلسطيني بجماهيره وشيابه وشبانه وقيادته يتعرض لابتلاءات وأزمات عديدة، هذه الابتلاءات لها هدف واحد هو إضعاف عزيمة الشعب وثنيه عن طريقه نحو القدس والحرية والاستقلال والكرامة. من جهته أعرب الرئيس محمود عباس ”أبو مازن” عن ”تشجيعه” للحراك الذي تشهده الضفة الغربية احتجاجا على غلاء الأسعار، وقال: ”هذا الحراك مشروع”، محملا هو الآخر إسرائيل ودولا عربية المسؤولية عن المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون في ظل عجز السلطة عن مواجهة الأزمة المالية الخانقة. وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس أن السلطة الفلسطينية لن تتدخل لوقف الاحتجاجات الشعبية ما دامت تحافظ على طابعها السلمي الذي لا يمس بالمصالح العامة، شدد على أن السلطة لن تدع المجال أمام من يحاول المساس بالممتلكات، وقال إن ”السلطة لن تتدخل وأيضا سنقف في وجه من يحرق أو يحاول أن يخرب أو يدمر”. ولا تزال التصريحات الاستفزازية متبادلة بين السلطة وحركة حماس، كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن إنهاء حالة الانقسام باتت حاجة ملحة للبدء في مواجهة وطنية موحدة لكل أسباب الفقر ومن يتسبب فيه. وأكدت الجبهة في بيان إعلامي أن التعديلات الوزارية التي جرت لن تكون إلا عثرة جديدة في وجه المواطن الفلسطيني ولن تزيده إلا فقراً وإحباطاً، ما يقوض مقومات الصمود الوطني في مواجهة الاحتلال. وأمام هذه الأزمة المالية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وانسداد أفق والحلول السياسية لعملية السلام وتداعيات الانقسام الفلسطيني، دعا الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي الإدارة الأمريكية لرفع الحظر الذي فرضه الكونغرس على 200 مليون دولار من أموال المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية. من جهة ثانية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن جيشه يمتلك القدرة على إعادة احتلال غزة، والسيطرة عليها خلال 24 ساعة، إذا ما اتخذ القرار السياسي بهذا الشأن. وأوضحت صحيفة ”هآرتس” الإسرائيلية، أن باراك أدلى بتلك التصريحات خلال مؤتمر حول حملة ”الرصاص المصبوب”على غزة، عقده مركز ”فيشر للدراسات السياسية والاستراتيجية” الإسرائيلي في مقر سلاح الجو بمدينة هرتسليا.