انطلقت أول أمس فعاليات صالون الأدوات المدرسية بقصر المعارض في الصنوبر البحري بالعاصمة، وسط احتجاج كبير للعارضين العشرة المشاركين في هذه الطبعة التي لم تحدّد الإدارة عنوانها أو الغاية منها، في حين شهدت فعاليات المعرض جملة من التجاوزات دفعت بالمشاركين إلى المطالبة بلجنة تحقيق لتحري الوضع، لاسيما وأن مستوردي الأدوات المدرسية والمكتبية كانوا ملزمين بالمشاركة ولم تكن هذه الأخيرة اختيارية. كشف المشاركون في معرض الأدوات المدرسية المنطلقة فعالياته ب"السافكاس"، أول أمس، والذي سيمتد إلى غاية يوم الأحد القادم، أنهم كانوا ملزمين بإيداع مشاركتهم في المعرض والتنقل إلى قصر المعارض مقابل دفع 7 ملايين سنتيم، ثمن تأجير فضاء العرض، وإلا فسيتم فرض عليهم عقوبات مالية، حيث توافد أعوان الرقابة على محلات البيع بالجملة لأزيد من 3 مرات قبل 48 ساعة من انطلاق المعرض، ليقترحوا عليهم المشاركة ويخيرونهم بين أن يشاركوا في المعرض أو أن يتم إخضاعهم لتدقيق جبائي، وهو ما جعلهم يتخوفون من أية عقوبات أو غرامات مالية ويقررون التنقل إلى الصنوبر البحري. أضاف المتحدّثون أن إدارة المعرض أوهمتهم بحضور الزبائن للاقتناء، وتدشين المعرض من طرف وزير التجارة مصطفى بن بادة، ليفاجأوا بتهميش كبير من قبل الجهات الوصية وعدم حضور زبون واحد، لاسيما وأن المعرض تم تنظيمه على مستوى جهة داخلية للجناح "إي"، كما لم يتم إعلام الأعوان الخارجيين ل"السافاكس" بتنظيمه، وهو ما حول مكان العرض إلى قبو لم يحظ بزيارة زبون واحد، في حين أن تكاليف العرض تجاوزت 7 ملايين سنتيم، وهو ما قال العارضون أنه يعادل ثمن شاحنة واحدة من السلع والأدوات المدرسية، ناهيك عن تضييع وقتهم في هذه المرحلة الحساسة التي تشهد نشاطا كبيرا للمستوردين وبرنامجا مكثفا للأعمال، بالنظر إلى الإقبال الكبير للأسر الجزائرية على اقتناء الأدوات المدرسية ونسبة الطلب المرتفعة على مستوى السوق. وأوضح المتحدّثون أن مثل هذه الإجراءات قد تساهم في إلهاب أسعار الأدوات المدرسية على مستوى السوق الوطنية، لاسيما وأن المستوردين سيعملون على رفع السعر لتعويض الخسائر التي تكبدوها نتيجة مشاركتهم في المعرض، الأمر الذي سيضطر لتحمل تبعاته المواطن البسيط، حيث سيكون تجار التجزئة ملزمين أيضا برفع الأسعار حتى يتمكنوا من ضمان هامش ربح مقنع. هذا وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الأدوات واللوازم المدرسية قد شهدت عشية افتتاح الموسم الدراسي الجديد 2012 - 2013 التهابا شديدا أرجعه الخبراء إلى قلة الإنتاج الوطني، وهو السبب الذي اعتبروا أنه يقف وراء اختلال العرض والطلب والارتفاع المحسوس الذي عرفته مختلف المنتجات المكتبية والأدوات المدرسية. إيمان كيموش ال"سافاكس" لا ترد حاولت "الفجر" الاتصال بإدارة قصر المعارض بالصنوبر البحري لطرح مشكل غياب التنظيم عن صالون الأدوات المدرسية، إلا أن محاولتنا هذه باءت بالفشل، حيث لم تلق اتصالاتنا أي رد من طرف الجهات الوصية، في حين أكد مصدر من وزارة التجارة أن الوزارة على غير علم بهذا المعرض وأن الأمر خارج صلاحياتها ولا علاقة لها بالملف كما أنها ليست هي المسؤولة عن تنظيم المعارض.