أحيت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وأودت بحياة 2977 شخصا في نيويورك وخارج واشنطن وفي بنسلفانيا. ورغم مرور 11 سنة على الهجمات لا تزال التحقيقات مستمرة دون أن تصل إلى متهم أساسي في الأحداث التي أفرزت مصطلحات جديدة على العالم وأنتجت أكبر حملة دولية على دول ومنظمات. أقيمت مراسيم تأبين لضحايا الهجمات عبر تلاوة أسمائهم جميعا سواء في موقع مركز التجارة العالمي أو مقر وزارة الدفاع الأمريكية أوشانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، كما أعلن مرشحا الرئاسة توقيف الحملة الانتخابية الرئاسية للمشاركة في إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر والذي حضره كبار المسؤولين الأمريكيين والذين قاموا بزيارة مقر وزارة الدفاع، وزار وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الموقع الذي تحطمت فيه الرحلة رقم 93 في غرب بنسلفانيا. وتعتبر أحداث 11 سبتمبر محطة هامة في تاريخ البشرية خصوصا، لأنها أفرزت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية الخارجية، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب. وأدت هذه التغييرات للحرب على أفغانستان ثم الحرب على العراق، وإسقاط نظام الحكم هناك أيضا، ورغم هذه الهجمات إلا أن الفاعل الحقيقي لم يعلن أمام العالم الذي شهد مقتل قرابة 3 آلاف شخص في أفغانستان والعراق، و24 مفقوداً، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة. وكان مقتلُ الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن الملف الأكثر سخونة في حملة المرشحين نظرا لما تعتبره الولاياتالمتحدة من محطة هامة للقطيعة النسبية مع العقود الماضية خصوصا وأن إحياء الذكرى هذا العام تزامن مع تأكيد مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبويحيى الليبي، الذي قتل في هجمة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار في إقليم وزيرستان الباكستاني. من جهة ثانية، حذرت حركة طالبان عشية إحياء الأمريكيين للذكرى من أن القوات الأمريكية يمكن أن تواجه "هزيمة كاملة" في أفغانستان وأن الأمريكيين في خطر في جميع أنحاء العالم وقالت حركة طالبان الأفغانية في بيان نقله موقعها، "تحل الذكرى هذه السنة في أمريكا في وقت تواجه فيه البلاد هزيمة كاملة في أفغانستان، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات الأخرى، حيث استنفدت كل الوسائل لتمديد حربها غير المشروعة" وأضاف البيان الذي حرر باللغة الانكليزية أن الحرب التي أطلقت في أفغانستان "تحت ذريعة الانتقام لحادث سبتمبر ليس لها أساس قانوني ولا أخلاقي"، مؤكدا أن الأفغان لا علاقة لهم إطلاقا بما حدث. وتابع أن الولاياتالمتحدة أنفقت "كميات كبيرة من المال والوسائل العسكرية" .