سوسطارة، السياسي، سطيف، الكناري والعميد الأكثر نشاطا في الميركاتو حسمت أندية الرابطة المحترفة الأولى تدعيماتها واستعداداتها تحسبا للموسم الجديد، الذي سينطلق هذا السبت بهدف التالق ولعب الأدوار الأولى. لم يختلف الميركاتو الصيفي هذا الموسم عن المواسم الفارطة، حيث واصلت الأندية التي تملك الإمكانات المادية الضخمة والطموحات الكبيرة في سياستها المعتمدة على خطف أفضل النجوم، وضمان تعداد يضم خيرة اللاعبين في كل مركز، بغض النظر عن المصاريف المالية، بالرغم من الشكاوي التي عودتنا عليها الأندية بخصوص الضائقة المالية التي تعاني منها. إلا أن واقع الانتقالات يبين البحبوحة المالية التي تعيشها إدارات النوادي بدليل صرف الفرق المحترفة في القسم الأول لما يفوق 250 مليار سنتيم من أجل التدعيمات الصيفية هذا الموسم. وارتفعت حمى التنافس بين الفرق حول أفضل الأسماء الموجودة في السوق، ما جعل بورصة اللاعبين وأسعارهم تواصل ارتفاعها هذا الموسم مقارنة بالمواسم الفارطة، وزاد ذلك بسبب الصراعات الخفية والعلنية بين رؤساء الفرق قصد إقناع أنصارهم وطمأنتهم قبل بداية الموسم. وأدى الصراع المحتدم بين رؤساء الفرق إلى ارتفاع واضح في أسعار اللاعبين، حيث ارتفع متوسط الحد الأدنى لأجور اللاعبين إلى حوالي 60 مليون سنتيم شهريا هذا الموسم، وهي القيمة المتوسطة لأغلب لاعبي البطولة الوطنية في القسم الأول، في حين ينال لاعبو الأواسط والآمال والذين تمت ترقيتهم للأكابر هذا الموسم أجرا يتراوح ما بين 8 إلى 20 مليون سنتيم شهريا في المتوسط، وهو ما يعتبر الحد الأدنى، في حين أن الحد الأقصى هذا الموسم هو من نصيب لاعب مولودية الجزائر حشود الذي وقع على عقد لموسمين رفقة العميد مقابل 300 مليون سنتيم شهريا، ليكون بذلك الأعلى أجرا من بين لاعبي البطولة المحترفة، في حين يعتبر هذا الرقم أقل من رقم الموسم الفارط، والذي كان بحوزة لاعب وسط اتحاد العاصمة خالد لموشية ب400 مليون شهريا، غير أن إدارة حداد رفضت تجديد عقد اللاعب بنفس القيمة المالية، وعرضت عليه نصف المبلغ، ما أدى إلى الطلاق بين الطرفين. من جانبها، تعتبر إدارة اتحاد العاصمة الأكثر صرفا للأموال خلال الميركاتو الصيفي، وتراوحت أجور لاعبيها ما بين 80 إلى 200 مليون سنتيم شهريا، وهي أعلى قيمة حددها الرئيس علي حداد كسقف للأجور في فريقه هذا الموسم، ورغم أن إدارة سوسطارة تعتبر أكثر الفرق وفاء في دفع أجور ومنح اللاعبين، إلا أن بعض الأسماء تفضل وجهات أخرى. الكاب، الحراش والساورة الأقل صرفا للأموال رغم ارتفاع أسعار اللاعبين، إلا أن فرقا أخرى نجحت في ضبط تعدادها بأقل التكاليف، حيث واصلت فرق اتحاد الحراش، شباب باتنة وشبيبة الساورة سياستها المعتمدة على صرف أموال قليلة مقابل نجوم مغمورة، حسمت الميركاتو بنجاح، خاصة وأنها تمكنت من الحفاظ على أفضل عناصرها في صورة بن جيلالي للساورة، زازوة للمكرة والحارس دوخة في اتحاد الحراش. اتحاد العاصمة وسياسة النجوم في مقدمة هذه الفرق اتحاد العاصمة الذي نجح في بناء تشكيلة مليئة بالأسماء البراقة، والتي تعد الأفضل في البطولة الوطنية، ويعتبر الكثيرون الاتحاد الأفضل على الورق من حيث الأسماء بدليل كونه الممون رقم واحد للمنتخب الوطني بوجود خمسة أسماء في تشكيلة المدرب وحيد حليلوزيتش. وعرف تعداد سوسطارة تغييرات كثيرة وجوهرية، برحيل جملة من اللاعبين، وقدوم كوكبة جديدة أبرزها بدبودة من لومان الفرنسي، ڤاسمي من شبيبة بجاية، تجار من شبيبة القبائل، وبن موسى من وفاق سطيف. شباب قسنطينة بتشكيلة متوازنة أما شباب قسنطين فقد نجح هو الآخر في ضمان تشكيلة غنية على الورق، من خلال ضمان أسماء معروفة والعديد من اللاعبين ذوي الخبرة يتقدمهم المهاجم نبيل حيماني وعنتر بوبريط من شبيبة بجاية والحارس محمد فراجي من أهلي برج بوعريريج، وتطمح إدارة السياسي في لعب دور هام في البطولة هذا الموسم، وتحقيق نتائج أفضل من التي حققها الفريق الموسم الفارط. وفاق سطيف يضيع ركائزه ويغير تركيبته بعد انتهاجه لسياسة التقشف وجلب الأسماء المغمورة الموسم الفارط، فإن إدارة الرئيس حمار عادت مجددا إلى سياسة جلب الأسماء المعروفة خلال الميركاتو الصيفي، وقامت بتدعيمات كبيرة كلفت الخزينة كثيرا. ورغم نجاح الكحلة في ضمان لقبي الكأس والبطولة الموسم الفارط دون الحاجة لتدعيمات كبيرة، إلا أن إدارة الوفاق رأت أنه من الضروري ضمان تدعيمات في المستوى من أجل تعزيز فرص الفريق في الدفاع عن ثنائيته. ولعل ما دفع الإدارة لذلك هو النزيف الحاد الذي عرفته التشكيلة نهاية الموسم برحيل أبرز الركائز يتقدمها عبد المومن جابو المنتقل للترجي التونسي، فضلا عن بن موسى لاتحاد العاصمة، وحشود المنتقل للمولودية. وأبرز الصفقات التي نجحت في إبرامها إدارة الوفاق كانت الثلاثي المغترب شلالي، عتاب وسلاطني الذين يعدون إضافة كبيرة لأشبال المدرب لومير. مولودية الجزائر بطموحات كبيرة وتشكيلة غنية اعتبر رئيس مولودية الجزائر عمر غريب أن إدارته ضمنت أفضل تشكيلة متواجدة في البطولة، معتبرا أن العميد يضم حاليا كوكبة من النجوم، ولديه تشكيلة قادرة على لعب لقب البطولة والكأس وهما الهدفين المسطرين من طرف إدارة الفريق هذا الموسم. وتحركت إدارة المولودية بقوة في الميركاتو وضمت حشود ومترف في أبرز الصفقات، في حين نجحت في الحفاظ على حارس المرمى شاوشي وبعض العناصر الهامة في التشكيلة. شبيبة القبائل بتشكيلة هدفها البطولة اعتبر رئيس شبيبة القبائل أن فريقه لن يرضى بالابتعاد عن منصات التتويج للموسم الثاني على التوالي، وأن الكناري لا بد أن يكون من الفرق التي ستنافس بقوة على لقب البطولة الوطنية هذا الموسم. وعانت الشبيبة كثيرا خلال الموسمين الفارطين من أزمة سوء النتائج، ما جعل الفريق العريق والأكثر تتويجا في البطولة يصارع هاجس السقوط في موسمين متتاليين، غير أن إدارة الكناري عازمة على تغيير واقع الأمور من خلال بث دماء جديدة في التشكيلة وتعزيز رصيدها البشري. وقامت إدارة الشبيبة بانتدابات في كافة الخطوط وفي مقدمتها المدافع الدولي بلعمري، في حين تم تجديد عقود رماش وبلكلام في أبرز الأسماء الموجودة وتم انتداب كل من ماروسي ومقداد من أجل تعويض رحيل كل من تجار ومترف. شباب بلوزداد الفريق الأكثر استقرارا واصلت إدارة شباب بلوزداد سياستها المعتمدة على ضمان الاستقرار، والحفاظ على نفس العناصر للموسم الثاني على التوالي، حيث يعتبر الشباب الفريق الوحيد الذي لم يجر تعديلات كبيرة على تعداده هذا الموسم، ونجح في الحفاظ على جميع نجومه وفي مقدمتهم المهاجم إسلام سليماني الذي وافق على البقاء مقابل رفع أجرته إلى ما يفوق 200 مليون سنتيم شهريا. وإلى جانب سليماني فإن الشباب قد أبقى على لاعب الخبرة عمور، وكذا الحارس أوسرير، بالإضافة إلى ركائز خط الوسط والتي يتقدمها القائد معمري. وبخصوص الوجوه الجديدة فقد فضل الفريق إجراء تعديلات بسيطة، وكانت أبرز الصفقات انتداب ثنائي اتحاد العاصمة حميتي وبن علجية. في المقابل قامت الإدارة بالاستغناء عن بعض الأسماء كبن عبد الرحمن، أوديرة وبن عياش، غير أن الأسماء المغادرة لا تعد من العناصر الأساسية في الفريق. الصاعدون يبحثون عن البقاء حددت إدارات فرق شبيبة الساورة، اتحاد بلعباس وأهلي برج بوعريريج البقاء كهدف رئيسي لها بعد نجاحها في مغادرة جحيم القسم الثاني، وقد نجح الثلاثي الجديد في ضمان ميركاتو متوازن، على غرار اتحاد بلعباس الذي سخر أموالا كبيرة من أجل ضمان تعاقدات في المستوى، في حين حافظ أهل البرج على ركائزه ونجح في ضم أسماء جيدة أبرزها اللاعب التونسي السيفي. أما شبيبة الساورة والتي تعتبر الفريق الوحيد الذي يشارك في القسم الأول للمرة الأولى في تاريخه، فإن إدارته بقيادة الرئيس محمد زرواطي قد واصلت سياستها الهادفة المعتمدة على أسماء مغمورة وطموحات كبيرة. وأكد الرئيس زرواطي أن إدارته وضعت البقاء كحد أدنى لطموحات الفريق، ولم تستبعد إدارة الساورة قدرتها على تحقيق المفاجأة والمنافسة على مراكز متقدمة في جدول الترتيب، خاصة وان الفريق يعتمد كثيرا على قوته داخل الديار ببشار.
