بعد نهاية موسم 2010-2011 والذي عرف تغيرا ملحوظا في خريطة الفرق التي احتلت المراكز الأولى والفرق التي صارعت من أجل البقاء بالمقارنة بالمواسم السابقة التي عرفت سيطرة شبه كلية من فرق شبيبة القبائل، ووفاق سطيف، حيث أنهت الشبيبة هذا الموسم على بعد نقطة واحدة من السقوط، حالها حال المولودية العاصمية التي لعبت بالنار، وكادت تدون اسمها مع النازلين إلى القسم المحترف الأول، وأيضا الجار اتحاد الجزائر الذي لعب أسوء موسم له منذ تأسيسه، فكل هذه المعطيات سواء الايجابية أو السلبية من الموسم الماضي، لن تبقى إلا ذكرى للبعض، كما ستكون عبرة للبعض الآخر، والذي سيعمل من أجل تدارك نقائصه من الموسم الماضي وتحويلها إلى نقاط ايجابية، خاصة من جانب الانتدابات التي تعد الشغل الشاغل لجميع الفرق في هذه الفترة الصيفية والتي تسمى بالميركاتو الصيفي. ومن خلال النشاط الدءوب الحاصل في سوق الانتقالات هذه الأيام لجميع الفرق وبالنظر أيضا لتحركاتالأندية والتي تتصارع من أجل ضمان أكبر عدد ممكن من اللاعبين الذين تألقوا الموسم الماضي مع فرقهم، حيث وفي ظل كل هذه المعطيات نستطيع أن نقول إن الموسم المحترف الثاني على التوالي في الجزائر، سيعرف تحسنا كبيرا للأندية، وفي مستوى المنافسة علىلقب البطولة الوطنية وهذا ما سينعكس إيجابا على المشاهد الكريم الذي سيستمتع بأطوارالدوري وإثارة اللقاءات رغم انحطاط المستوى في المواسم السابقة، إلا أن المنافسة تبقى الشيء الإيجابيخاصة أنها تعطي للقاءات البطولة نكهة أخرى وتجعل المدرجات مكتظة من قبل الأنصار الذين يأملون أن يرو فرقهم تلعب كرة جميلة وتحقق الألقاب، حيث أن خيبة المنتخب الوطني الجزائري، قلبت الموازين لصالح الأندية التي تحظى الآن باهتمام الكل، عكس الموسم الماضي الذي عرف هجرة الأنصار من المدرجات بسبب المنتخب الوطني الذي كان الشغل الشاغل للجميع، حيث أن فريقا كمولودية الجزائر يملك قاعدة أنصار واسعة في كامل التراب الوطني، حقق لقب البطولة أمام مدرجات شبه فارغة. الأندية تواصل تدعيم صفوفها وتواصل الأندية الكبيرة في الجزائر عملية انتداباتها للاعبين، تحسبا للموسم المقبل الذي يتطلب أكثر احترافية في جميع المجالات، غير أن فرقنا تركز على الجانب التقني أكثر من أي شيء آخر، فمع انطلاق الميركاتو الصيفي، تبدأ مسلسلات اللاعبين الذين يتنقلون ما بين الفرق، حيث يريد كل ناد ضمان خدمات أبرز اللاعبين في البطولة وخطف المواهب الشابة، فكل من شبيبة القبائل، اتحاد الجزائر، ووفاق سطيف تتسابق من أجل الاستقدامات للدخول بقوة الموسم المقبل، وفيما يلي التطورات والتغييرات والتدعيمات التي سعى ويسعى إليها لحد الآن، أقوى الفرق في البطولة. جمعية الشلف أبقت على جل لاعبيها بطل الدوري المحترف الأول أولمبي الشلف، خطى خطوة كبيرة من أجل الدخول بقوة الموسم المقبل، حيث استطاع الرئيس مدوار أن يحتفظ بالمدرب القدير مزيان ايغيل الذي جدد للفريق لموسم إضافي، كما حافظ على أغلب ركائزه في التشكيلة الأساسية للفريق، كما استقدم الفريق اللاعب السابق لوفاق سطيف فرانسيس أمبان، والمدافع عوامري الذي أمضى للجمعية قادما من اتحاد الجزائر، بالإضافة إلى صفقة اللاعب عكوش الذي هو قريب من التوقيع للفريق. وفي ظل هذه الظروف فان أسد الونشريس سيكونون المنافس الأولعلى لقب البطولة الموسم المقبل، فإمكانيات الجمعية الكبيرة فنيا وتكتيكيا والانسجام والاستقراروالهدوء الذي يعيشه النادي سيساعد بكل تأكيد على تقديم موسم قوي من جميع النواحي، فالشلفاوة لايحتاجون لتدعيمات كبيرة مادام أنهم يملكون خيرة اللاعبين الذين كانو دوليين ونجومالبطولة في العشرية الأخيرة. القبائل يعولون على موسم كبير شبيبة القبائل الذي قدم موسما سيئا في البطولة، سيكون منافسا قوياالموسم القادم كيف لا وهو الذي قام بإنتداب المدرب موسى صايب على رأس العارضة الفنية للفريق، موسى الذينجح بقيادة النادي لإحراز آخر لقب دوري للفريق سنة 2008 يعود للشبيبة التي تملكعناصر جيدة، رغم خروج بعض الركائز إلا أن التدعيمات التي قام بها حناشي مميزة جداوستساعد الفريق على المنافسة بقوة على الألقاب خاصة أنه يملك تعداد ثري إستطاعتحقيق لقب الكأس، فكل من حنيفي، بولمدايس، مترف، كامارا، أسامي، هزيل...والقائمة تبقى مفتوحة، هي تدعيمات نوعية قامت بها الإدارة من أجل إعطاء نفس جديد للتشكيلة المقبلة على عدة جبهات الموسم المقبل بداية بكأس الكاف التي يعشق الكناري معانقتها.
حداد يكتسح سوق التحويلات، والاتحاد يعد بموسم كبير إتحاد العاصمة الفريق مر بأسوء فتراته الموسم الماضي، يريد العودة بقوة الموسم القادم مع المالك الجديد للفريق علي حداد الذي ولحد الآن، قامبثورة في الميركاتو الصيفي، النادي العاصمي قام بتجديد الفريق كليا وخطف أبرز اللاعبين في البطولة وأحسن العناصرالوطنية الشابة على غرار بوشامة، بلعباس، بوعلام، بومشرة، مفتاح، حميتي، ويخلف...في انتظار باقي الصفقات، تحت قيادة مدرب المحنك الفرنسي هيرفي رونار الذي فضل البقاء الموسم القادم، لأن حداد وفر جميع الشروط اللازمة والتي أصر عليها المدرب الفرنسي السابق لمنتخب زامبيا، وكل هذهالأشياء تجعل من أصحاب اللونين الأحمر والأسود قادرين على العودة للمنافسة بقوة علىالألقاب وحمل درع البطولة بعد آخر مرة توج فيها الفريق سنة 2005 حيث سيكون المرشحالأول للقب الموسم. بلوزداد يستعد في هدوء شباب بلوزداد الذي تألق بشكل كبير الموسم الفارط، وخسر رهان المشاركة الإفريقية فيآخر الجولات، إستطاع الحفاظ على أغلب ركائزه في الفريق ويقوم بتدعيمات جيدة ونخص بالذكر انضمام كل من المدافع السابق لاتحاد الحراش بن عبد الرحمن، نايلي وبوسحابة، ستساعد أبناءلعقيبة على المنافسة بقوة الموسم القادم مثلما كان عليه في الموسم المنقضي حين كانمنافسا عنيدا للجمعية في النصف الثاني من الموسم، الشباب إذا إستطاع الحفاظعلى مدربه الأرجنتيني غاموندي وضم بعض اللاعبين فسيكون طرفا له شأن كبير. وفاق سطيف يعول على ورقة الشبان وفاق سطيف الذي خرج خالي الوفاض الموسم الفارط، عرف نزيفا حادا برحيلأبرز كوادره من اللاعبين الذين فضلو تغيير الاجواء، حيث قامت الإدارة ببعض الإستقدامات التي مست لاعبين من نوادي مغمورةإلا أن النادي يبقى متماسكا بتواجد بعض العناصر الممتازة في الفريق أمثال اللاعب عبد المومن جابو وحشود الظهير الأيمن، ناهيك عنتدعيمها بلاعبين آخرين، الوفاق بعراقته وقوته في السنوات الأخيرة سينافس بقوة أيضاعلى لقب البطولة وهو المتعود على ذلك رغم أن المشاكل أنهكت النادي ويبقى الإشكال الكبير فيهوية المدرب الذي سيتولى العارضة الفنية للفريق، حيث تشير أغلب الأخبار الصادرة من بيت الوفاق أن المدرب الايطالي السابق سوليناس قريب من تولي تدريب الفريق. شبيبة بجاية تريد إحداث المفاجأة شبيبة بجاية وصيف بطل الدوري الموسم الفارط، هو الآخر قادم بقوة، أبناء يما قوراياورغم رحيل بعض ركائز الفريق إلا أن النادي البجاوي يملك من اللاعبين من يستطيعونتعويض الراحلين بالإضافة للتدعيمات المتوقع أن يقوم بها الفريق خاصة في ظل تأهلهلمنافسة دوري أبطال إفريقيا، شبيبة بجاية نادي يعمل في صمت ويحقق نتائج كبيرة جداوإيجابية في السنوات الأخيرة ومن المتوقع أن يكون منافسا قويا على لقب الدوري مثلماتعودنا منه، ويفاجئ الجميع. المولودية تنهي الموسم بالمشاكل...وتبدأه بالمشاكل، وهجرة جماعية للحراش ناديان كبيران آخران هما مولودية الجزائر وإتحاد الحراش يعرفاننزيفا حادا مس نجوم الفريق حيث تشكيلة العميد رحيل كل من بوشامة ومقداد لاعبان مهمان في الفريق، أما الحراش فعرف هجرة أبرز لاعبيه وهما بومشرة وبوعلام، وفي ظل عدم تحرك إدارة الفريقين الجدي في سوق الانتقالات الصيفية وانتدابهما للاعبين متوسطي المستوى أمثال اللاعب براجة من جانب المولودية والافريقيين أسالي وموبي تونغ، وعيساوي من جانب الحراش، نستطيع أن نقول كلاالناديين لن يكون له أثر كبير في المنافسة على لقب البطولة وأنهما بتعدادهما الحالي لا يبشران بموسم قوي ،خاصة مع التخبطات التي تعيشها المولودية وحقل التجارب للمغمورين السائد في إتحادالحراش . بقية الفرق خارج حسابات ميركاتو أبرز اللاعبين أما الفرق الأخرى في البطولة، مولودية وهران، جمعية الخروب، مولودية العلمة شباب قسنطينة، شبابباتنة، وداد تلمسان، نصر حسين داي، ومولودية سعيدة هذه النوادي لم تعزز صفوفها بشكل قوي في هذه الفترة،ويبدو أن الموسم القادم سيكون صعب على هذه الفرق في ظل التخبطات التي تعيشهاإداريا وتقنيا وحتى من الجانب المادي الذي يبقى أبرز العراقيل التي تؤدي بهم إلى القيام باستقدام لاعبين مغمورين، ومن الصعب أن يتم الحكم على مستقبل هذه النوادي حيث أنها لن تلعبالأدوار الأولى نظرا لإمكانياتها مما يجعلها تنافس وتلعب على ورقة البقاء والمراكزالمقبولة. وكانت هذه قراءة بسيطة وأولية مبكرة لمستقبل وتوقعات موسم2011/2012 للرابطة المحترفة الوطنية الأولى، رغم أن الأمر سابق لأوانه إلا أنه فيظل التحركات والوضعيات التي تعيشها بعض النوادي يمكننا إستنتاج هذه المعطيات خاصة أناللاعبين الجيدين في البطولة قد حسموا أمر توقيعهم مع النوادي المنضمين إليها، وتبقى خيارات المغتربينوالأفارقة هي أمل بعض النوادي في أن تعزز صفوفها بالشكل الذي يجعلها تقدم مستوىجيد. ابراهيم حنيفي