تمكنت مصالح الأمن الولائي بالوادي، هذه الأيام، من تفكيك عصابات الإجرام التي زرعت الرعب لدى سكان القرى النائية، التي طالما أشتكى قاطنوها من تنامي عمليات السرقة بشكل فظيع، خاصة في أوقات متأخرة من الليل. ولعلّ الغريب هذه المرّة انخراط نساء وفتيات في مقتبل العمر في شبكات السرقة والإجرام بشكل صدم شريحة واسعة من سكان المنطقة المعروفة بمحافظتها على القيم، وتقديسها للمرأة المحلية التي باتت تسير نحو طرق ملتوية ينبذها الشارع المحلي بوادي سوف. وذكرت مصادر “الفجر” أن مصالح الأمن بالوادي تمكنت من وضع يدها على عدد من شبكات الإجرام بالمنطقة عقب المخطط الذي رسمته القيادة المحلية بوادي سوف، وأشارت مصادرنا إلى أن مصالح أمن دائرة المقرن استطاعت هذه الأيام تفكيك عصابة تتكون من 7 أشخاص معظمهم قصر اختصوا في السطو على المنازل، حيث بلغت قيمة المسروقات قرابة 50 مليون سنتيم من الذهب والمجوهرات. والبارز في هذه العملية تعاون سكان البلدية مع المصالح الأمنية، والذي مكنها من وضع حد لنشاطها. وقد جاءت هذه العملية بعد تقديم صاحب المنزل شكوى مفادها تعرّض منزله لعملية سرقة منظّمة استهدفت حلي زوجته بقيمة 50 مليون، أين فتحت مصالح الأمن تحقيقا لكشف ملابسات القضية والمتورطين فيها. وبعد نصب كمين محكم تم توقيف قاصرين، ويتعلق الأمر بالمدعوين “ج.م.أ”، و”ج ع. أ” اللذين اعترفا بعد التحقيق بالسرقة وأقرا بخمسة آخرين من شركائهم، من بينهم 3 قصر. وبعد التحقيق معهم اعترفوا جميعا بسرقتهم. ولكن المثير في القضية تورط امرأة متزوجة معهم اكتشفت أمر السرقة وحاولت تهديدهم بتبليغ الأمن إذا لم يعطوها المسروقات، التي عثر عليها في منزلها بعد تفتيشه، أين تم حجز نصف مبلغ المسروقات في منزلها. وتم تقديمهم جميعا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الدبيلة الذي أمر بإيداع البالغين الحبس، والقصر استفادوا من استدعاء مباشر، بتهمة السرقة بظروف التعدد والليل والتسلق، والمرأة بتهمة حيازة المسروقات وإخفاء أشياء محصلة من جريمة. كما تمكنت مصالح الأمن الحضري الأول ببلدية الوادي أيضا، في اليومين الماضيين، من توقيف سارق شاحنة خلاطة للإسمنت من نوع “سيلا”. وجاءت هذه العملية ذلك عقب شكوى تقدم بها ممثل الشركة مفادها اختفاء الشاحنة في ظروف غامضة بعد سرقتها من مجهول، حيث فتحت مصالح الأمن تحقيقا معمقا في القضية وتم التوصل إلى الفاعل، وهو المدعو “ط.أ”، حين تم العثور على تلك الخلاطة مخبأة بمرأبه، إثر مداهمة المنزل بعد استصدار إذن بالتفتيش، ليتم توقيفه على إثرها واعترف بعدها بكل التهم المنسوبة إليه. وقد أمر وكيل الجمهورية بإيداعه الحبس المؤقت بتهمة السرقة وإخفاء أشياء مسروقة، إلى حين محاكمته على الجرم المنسوب. ويعتبر تنامي شبكات الإجرام بوادي سوف فعلا دخيلا على هذه المنطقة المحافظة، وهو ما دفع أئمة المساجد وبعض الجمعيات إلى حملات توعية وتحسيس في أوساط الشباب للتقليل من هذه الظاهرة، خاصة أن التحريات أثبتت أن معظم ممتهني هذه الآفات جلهم من الشباب المراهق الذي يتخبط في البطالة الخانقة، والفراغ الكبير بالقرى النائية لنقص المرافق.