هددت الفيدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب”، بشن حركات احتجاجية والدخول في إضراب في أي لحظة ودون سابق إنذار، في حال استمرار الأوضاع على حالها في القطاع الذي يعاني مشاكل عديدة منها الاكتظاظ، عدم إدماج الأساتذة المتعاقدين وانعدام الأمن في المؤسسات التربوية. عقدت الفيدرالية الوطنية لعمال التربية التابعة ل”السناباب” ندوة صحفية، أمس بدار النقابات، تم خلالها التطرق إلى العديد من النقاط الشائكة والملفات العالقة التي لم تجد طريقها إلى الحل في عهد الوزير السابق والمغادر للحكومة أبو بكر بن بوزيد الذي خلف تركة ثقيلة من المشاكل، ولا حتى مع الوافد الجديد إلى وزارة التربية بالمرداية عبد اللطيف بابا أحمد. وحسب تصريحات رئيسة الفيدرالية، مريم معروف، ل”الفجر” أمس، فإن من بين أهم ما تم مناقشته ملف الأساتذة الذين لم يتم إدماجهم ولم يستفيدوا من العملية، وبالرغم من صدور قرار من طرف رئيس الجمهورية، استثنتهم الوزارة من الإدماج مع أنهم اشتغلوا في مناصب كمتعاقدين. ويقدر عدد هؤلاء بنحو 2000 أستاذ في مختلف الأطوار. وقد وجدت الوصاية الحجة لعدم إدماجهم بأنهم خارج التخصص وحاصلون على شهادات مهندس دولة في الإعلام الآلي، التخطيط والإحصاء، ليسانس علوم قانونية وإدارية وعلوم سياسية وعلاقات دولية. لكن الوزارة عندما أقرت الإدماج تعهدت بأن هؤلاء سيتم إدماجهم في مناصب إدارية كمساعدين تربويين لتوفر المناصب المالية لهم، إلا أن ذلك لم يتحقق، ”ونحن نطالب الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد بإعادة فتح ملف الإدماج”. الملف الثاني الذي تمت مناقشته هو مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه المؤسسات التربوية، حيث وصل عدد التلاميذ في الأقسام الدراسية إلى ما بين 50 و59 تلميذا، خاصة الأقسام النهائية في الثانوي، الأمر الذي يدفع الأولياء إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية والدعم لعدم قدرة التلميذ على الاستيعاب والتلقي بسبب العدد الكبير من التلاميذ داخل القسم الواحد، ما يعني أن المنظومة التربوية في الجزائر ”تتجه نحو الخوصصة”. وترى معروف أن ملف الاكتظاظ يطرح ”ظاهرة الانتحار بين المتمدرسين لعدم قدرة الأستاذ أو المعلم على متابعتهم ومراقبتهم وتأطيرهم، وكذلك الأمر بالنسبة للطاقم التربوي من إداريين ومساعدين تربويين. كما يشكل الاكتظاظ عاملا سلبيا بالنسبة لأولياء التلاميذ في المدارس الابتدائية التي توجد بها أقسام شاغرة واستعانت بها الوزارة، حيث يرفض هؤلاء الاختلاط بين التلاميذ صغار السن ذوي 5 سنوات مع مراهقين ولكم أن تتصوروا ذلك”. وطرحت المتحدثة ذاتها أيضا مشكل انعدام الأمن والاعتداءات على التلاميذ المتمدرسين من طرف عصابات المراهقين والشباب للنقاش خلال الندوة الصحفية، حيث أصبحت بعض المؤسسات التربوية عرضة لمثل هذه الظواهر، ما يجعلها في خطر دائم. وأعلنت رئيسة الفيدرالية الوطنية لعمال التربية التابعة ل”السناباب” أن الأساتذة المتعاقدين سيحتجون اليوم أمام مقر وزارة التربية للمطالبة بحقهم في الإدماج، والتنديد بتماطل الوصاية في معالجة قضيتهم.