شهدت مدينة بغازي الليبية، أمس، مواجهات مسلحة وحرب كر وفر بين أنصار الشريعة الليبية، وقوات الجيش الليبي الذي يسعى منذ مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، إلى تطهير بنغازي من العناصر المسلحة ” المتمردة”، وأدت الموجهات المستمرة منذ يومين إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة من المسلحين وإصابة العشرات بجروح خطيرة. وحسب تقارير وكالة أنباء الشرق الأوسط فإن شباب مدينة بنغازي يشاركون في عملية تطهير المدينة من المسلحين. نجح الجيش الليبي في السيطرة على عدد من مقرات كتيبة أنصار الشريعة في بنغازي، وذلك بمساعدة سكان المدينة الذين خرجوا في مظاهرة للمطالبة بتطهير بنغازي من الميليشيات المسلحة وأنصار الشرعية الذين يسيطرون على الأمن في بنغازي منذ سقوط نظام معمر القذافي، وقام المتظاهرون بحرق المقر العام ل”أنصار الشريعة” ببنغازي بعدما نجحوا في طرد مقاتلي أكبر مجموعة سلفية من المدينة. وقالت وكالة ”رويترز” أن مئات من المتظاهرين بينهم عدد كبير من المسلحين هاجموا المقر العام لكتيبة راف الله الشحاتي، ودارت معارك بالأسلحة الخفيفة والصواريخ بين الطرفين لمدة ساعتين قبل أن تقرر الكتيبة إخلاء المكان وطرد ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الليبية. من جهتها، قالت ميليشيا ”أنصار الشريعة” الإسلامية في ليبيا إنها أخلت قواعدها في بنغازي للحفاظ على أمن المدينة. وقال يوسف الجهاني المتحدث باسم أنصار الشريعة إن قائد الميليشيا أعطى تعليماته للأعضاء بإخلاء قواعدهم وتسليمها لسكان بنغازي، مضيفا أن الجماعة تحترم وجهة نظر سكان بنغازي، ولذلك أخلت القواعد للحفاظ على الأمن. ورغم أن الخطوة تصب في مصلحة النظام الليبي الجديد، إلا أن الحكومة الليبية أعربت عن تخوفها من تؤدى إلى حالة من ”الفوضى”. كما عبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على ”الكتائب الخارجة عن الشرعية”، لكنه دعا المتظاهرين إلى الانسحاب على الفور من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، داعيا إلى التمييز بين الكتائب ”غير الشرعية” وتلك الخاضعة لسلطة الدولة. وبشكل عام فقد أعطى حادث مقتل السفير الأمريكي في بنغازي فرصة لسكان بنغازي للخروج مطالبين بتطهير البلاد من الميليشيات المسلحة، رغم أن المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات أمس الأول للمطالبة في جمعة ”إنقاذ بنغازي” لم يتطرقوا إلى إدانة الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية بشكل مباشر، واكتفوا بالتركيز فقط على معارضة للميلشيات الإسلامية التي تنحي الولاياتالمتحدة باللائمة عليها في الهجوم على قنصليتها.