في وقت تزايدت احتجاجات السكان ومطالبتهم بحلول جذرية لمشكل الماء الشروب الذي ينقطع بصفة مستمرة عن حنفياتهم لفترات طويلة متفاوتة تصل إلى الثلاثة أشهر ببعض المناطق. أكدت مصادر من ولاية باتنة أن اجتماعا عاجلا ترأسه والي الولاية لبحث السبل الكفيلة بمعالجة الإشكال والآليات الواردة في مشكل المياه الشروب، والتي أهمها توصيل سد كدية لمدور بتيمڤاد بسد بني هارون. ومن المنتظر أن يزود هذا الأخير منطقة باتنة ب 100 متر مكعب، حيث سيستعجل القيام بالمشروع لينتهي خلال سنة 2013. من جهة أخرى، استفاد قطاع الري من مشاريع هامة تهدف في مجملها إلى القضاء على النقاط السوداء التي يعاني منها المواطن في حياته اليومية، على غرار إعادة تأهيل محطات ضخ المياه، وكذا إعادة الاعتبار وتوسيع شبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي في البلديات التي تعاني من هذا الإشكال، مع إنجاز آبار ارتوازية في المناطق التي تفتقد إليها. تأتي هذه الاستفادة بعدما دعم سابقا ذات القطاع بعمليات أخرى و بمبالغ معتبرة موجّهة خصيصا لتوفير مياه الشرب للمواطنين، إلى جانب إنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة بمدينة بريكة وتجديد شبكات المياه بعدة دوائر، فكلها عمليات تندرج في إطار البرنامج الخماسي الجديد 2010/ 2014، والتي رصد لها غلاف مالي يقدر ب04 ملايير دج لإنجاز عمليتين ممركزتين، وأخريين تسيرهما مديريتا الري والديوان الوطني لمعالجة المياه القذرة، حيث سيتم إنجاز 4 آلاف متر طولي آبار لتدعيم المدن بالمياه الصالحة للشرب. ومن أجل تدعيم برنامج توفير الماء الشروب على مستوى الولاية، تمّ تخصيص مبلغ مالي لتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب بكل من تازولت، بوزينة، آريس وعين التوتة ، كما رصد مبلغ 5،1 مليار سنتيم لتزويد بعض المدن بالمياه الصالحة للشرب. وقد شملت العملية مدن الشمرة، تيمڤاد، وادي طاقة، ثنية العابد وبلدية شير. بالإضافة إلى ملء خزانين بسعة 5 آلاف متر مكعب لكل منهما بباتنة وعين التوتة، وآخر بعين ياقوت بسعة 1.000 متر مكعب، علاوة على تشغيل خزان آخر بعين جاسر بسعة 5 آلاف متر مكعب. كما تم تشغيل 9 آبار أنجزت حديثا بمناطق عدة من الولاية، تتراوح سرعة تدفقها من 7 لتر في الثانية إلى 35 لتر في الثانية، في حين يجري تعبئة موارد أخرى ومنها إنجاز آبار جديدة بمناطق وادي الماء، شير، تيغانيمين، رأس العيون وتيمڤاد، بالإضافة إلى تجهيز أخرى انتهت أشغال إنجازها. وفي انتظار أن تفي هذه المشاريع بجدواها وتقدم المقابل المرجو من المخصصات المالية الموجهة إليها ينتظر المواطنون في الكثير من المناطق الانتهاء من مشكل الماء عوض قيامهم بملأ الدلاء من المساجد والأحياء المجاورة وحتى البعيدة أواقتناء المياه عن طريق الصهاريج، التي أصبح أصحابها يفرضون منطقهم في الأسعار ولا يتمنون أن تنتهي أزمة المياه في باتنة لما وجدوه من تجارة مربحة جراءها.