باشرت الأجهزة الأمنية عملية مرافقة الفرق المكلفة بمكافحة الجراد الصحراوي الفتاك المهدد للمساحات الزراعية ومناطق الإخضرار بالجنوبالجزائري، وحرصت على تأمين المعنيين من الأخطار المحدقة بهم بغية حماية المحاصيل الزراعية والحد من الغزو المحتمل للجراد الذي تضاعف عدده بسبب تهاطل الأمطار خلال الفترة الأخيرة. كشفت مصادر ”الفجر” أن الأجهزة الأمنية أعلنت حالة الاستنفار بالحدود الجنوبية وعزّزت من تواجد عناصرها من درك وجيش للحد من غزو الجراد الذي أضحى يوصف بأنه خطر ينبغي الوقاية منه، والعمل على صد زحفه نحو الأراضي الجزائرية، قادما من مالي والنيجر التي شهدت تهاطلا للأمطار ساعد على مضاعفته، وعملت على مرافقة الفرق التي أوفدتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بمعية تجهيزات ومبيدات للحد من تكاثره، وكانت قد خصصت 4 ملايير دينار لمحاربته، كما عملت قبلها على تنصيب 32 محطة بولاية بشار لمراقبة تحركات الأسراب التي حذرت منها منظمة الأغذية والزراعة. وأضافت مصادرنا إلى أن عمليات محاربة الأسراب تقام بشكل يومي خاصة في هذا الفصل الذي يتنقل فيه الجراد بحثا عن مناطق الاخضرار متجها في ذلك إلى الأراضي الجزائرية. للإشارة، تمّ تفعيل جهاز مراقبة ومكافحة الجراد بولاية بشار بالتعاون مع المعهد الوطني لحماية النباتات يشمل مركز للقيادة مجهز بكافة وسائل الإعلام والاتصال لمتابعة مجريات العملية الوقائية ومراقبة احتمال تسرب أسراب الجراد بالجهة ومكافحة الظاهرة، وقاعدة لوجستية تضم عتادا ووسائل متنقلة ضرورية لإتمام العملية وفق المصالح الفلاحية، إلى جانب مصالح الأرصاد الجوية التي سخرت من جهتها 32 محطة تتولى مراقبة تحركات أسراب الجراد، وذلك في إطار البرنامج الوطني لمكافحة الجراد. وكانت لجنة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية وبالتعاون مع البنك الدولي قد حرصت على وضع خطة عمل إقليمية للفترة الممتدة من سبتمبر إلى نوفمبر، للحد من عودة الجراد إلى المنطقة الغربية للقارة، خاصة في النيجر ومالي، وبدرجة أقل في تشاد، خاصة مع التطور الذي مكنته منه الأمطار التي تساقطت في كل من شمال النيجر ومالي وكذا شمال موريطانيا، جنوبالجزائر والمغرب، وهو ما ينبئ بتكاثر الجراد في الجنوبالجزائري.