يواصل المركز الوطني للبحوث الأثرية سلسلة ملتقياته، بقصر الرياس بالعاصمة لمناقشة أحدث ما وصلت إليه التطورات في مجال البحوث في علوم الآثار، بمشاركة مختصين وباحثين في الميدان. تمنح الملتقيات المنتظر انعقادها كل يوم أربعاء، ابتداء من هذا الأسبوع بباستيون 23 بباب الوادي، للمشاركين فرصة للشركاء والباحثين ومختلف مؤسسات المركز الوطني للبحوث الأثرية وكذا موظفي المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة للاطلاع على المعلومات ذات الصلة بالبحوث الأثرية، كما تسمح مثل هذه اللقاءات بتبادل الخبرات بين الباحثين الجزائريين والعالميين، للإستفادة من أحدث التجارب في ميدان التنقيب الأثري وما يتعلق به من أبحاث تكنولوجية ومستجدات علمية تخدم جانب تطوير التقنيات المتعلقة بهذا المجال. اللقاء الأول الذي يحتضنه القصر بحر هذا الأسبوع يتطرق إلى موضوع ”الآثار: الذاكرة وتصور الماضي” يقدم من خلالها الباحث ”آلان شناب” من جامعة باريس 1 تحليلا مقارنا، لطرق الحفاظ على آثار كل بلد وسبل إنشاء الثقافة الأثرية، وكيف ساهمت الأجيال على مر العصور في ترسيخ ثقافة الحفاظ على هذا الإرث باعتباره ذاكرة الأمم والشعوب وشاهد عيان على مختلف الحضارات التي تعاقبت على البلدان، فيما يناقش التدخل الثاني للباحثة نبيلة أولبصير، إشكالية تشكيل المجموعات الأثرية والتحف الفنية في المتاحف بكل من الجزائر وتونس إبان القرنين التاسع عشر والعشرين، وكيف ارتبطت هذه المجموعات بشكل المتاحف في كلا البلدين، والاكتشافات الأثرية والمعمارية التي رافقت الحقبة الاستعمارية الفرنسية للأراضي الشمال إفريقية، وغيرها من المفاهيم المتعلقة بالآثار، إلى جانب ذلك يستضيف المكان ذاته، الأسبوع القادم، كلا من الباحثين روبرت فيرجينو ومهدي شياني، للحديث عن استعمال تقنيات التصوير الضوئي ذي الأبعاد الثلاثية في عمليات التنقيب والاكتشافات الأثرية، وكذا إدخال تكنولوجيا الإعلام الآلي التي تجمع بين الدقة والمتطلبات الضرورية اللازمة لإجراء بحوث عميقة تتماشى ومتطلبات العصر.