توجت أشغال اليوم الدراسي الخاص بعرض الحصيلة الاولى لمشروع الخريطة الأثرية لمنطقة الشرق الجزائري بمجموعة من التوصيات أعدها المشاركون في المشروع، يتعلق الأمر بتحيين الخريطة الأثرية إلى جانب الأطلس لما قبل التاريخ وإنشاء موقع واب خاص بالمشروع وتسليم القطع الأثرية التي يتم العثور عليها إلى المركز الوطني للبحوث الأثرية وإنشاء متحف بالطارف لاحتضان هذه القطع وإقامة معرض بمناسبة شهر التراث. وبهذه المناسبة أوضحت الباحثة الإيطالية راجيماكرس في مداخلة لها خلال هذا اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الثقافة في مركز الفنون والثقافة بقصر الرياس بالجزائر، أن ''فرقة الباحثين الأثريين قد درست وحللت اكثر من 1030 قطعة حجرية''، مبرزة أن ''عملا كبيرا وطويل الأمد مازال ينتظر أجيالا عديدة من العلماء والباحثين الأثريين. من جانبه تطرق السيد رضا عطوي باحث بجامعة تورنتو إلى إشكالية الأخطار الأثرية (انجراف التربة والنشاط الزلزالي وجذور الأشجار...) مؤكدا على مساهمة التكنولوجيات الجديدة في معرفة هذه الأخطار، مبرزا أهمية الإعداد للخريطة الأثرية على اعتبار ان الممتلكات الأثرية بكل أشكالها تشهد على العلاقة القوية التي تربطها بالبيئة''. وقد تم إعداد حصائل الحملات الأثرية السنوية التي تم القيام بها خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2007 من قبل الباحثين في علم الآثار الذين شاركوا في هذه العملية الاستكشافية التي سمحت بالعثور على عدة مواقع تغطي تقريبا كل الحقب. وكشف مروان رابحي أستاذ مساعد بمعهد علم الآثار بجامعة الجزائر أنه تم جرد العديد من المواقع التي تعود إلى ما قبل التاريخ مشيرا إلى وجود العصر الحجر ي القديم، في حين أن العصر الحجري الحديث ممثل في موقع عين خيار''. إلى أن ''العلميات الاستكشافية التاريخية تهدف في إطار هذا المشروع إلى إثراء جرد المواقع الخاصة بما قبل التاريخ حرصا على حمايتها والحفاظ عليها وكذا تعميق المعرفة المتعلقة بما قبل التاريخ'' يضيف المتحدث.