توقع فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية لترقية حقوق الإنسان، أن تواجه الانتخابات المحلية القادمة شبح المقاطعة من قبل المواطنين، مؤكدا أن المواطن اليوم صار غير مهتم بالشأن العام. وأضاف المتحدث أن خطاب الرئيس بوتفليقة صنع الفارق في الانتخابات التشريعية الماضية ولولا خطاب الرئيس لما سجلت المشاركة نسبة 15 في المائة. تصريح قسنطيني جاء على هامش اللقاء السابع لحوار حقوق الإنسان العربي الأوروبي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، الذي احتضنه أمس، فندق الشيراتون بالعاصمة، وخصص للحديث عن المشاركة الشعبية في الحراك السياسي والحياة العامة. وفي هذا الصدد، أكد قسنطيني في تصريح ل"الفجر"، أن المجتمع المدني والجمعيات هي التي تدفع بمشاكل المجتمع باتجاه الحل، لهذا فهي تلعب دورا أساسيا في تقدم المجتمع ككل. واعتبر المتحدث في هذا الصدد أن القانون الأخير للجمعيات لا يستجيب للأهداف المرجوة من الأدوار التي ينتظر أن تلعبها الجمعيات في المجتمع، وقال إنه يجب أن نناضل في اتجاه استكمال نقائص هذا القانون. من جهة أخرى قال قسنطيني إن "حقوق الإنسان في الجزائر برغم كل نقائصها هي أفضل من حال الكثير من الدول العربية؛ فالجزائر لا يحكمها دكتاتوري، مثلما كان حال الكثير من الدول الشقيقة، وإن كانت رياح التغيير التي هبت على العالم العربي دفعت باتجاه ملف حقوق الإنسان إلى الواجهة وسرعت من وتيرة طرح الملف ليكون في مقدمة الأولويات". من جانب آخر، انتقد فاروق قسنطيني الحكم الصادر في حق الناشط الحقوقي ياسين زايدي واعتبره غير لائق، لكنه استبعد أن يكون بأمر سياسي. كما رفض اعتباره معيارا للحديث عن حقوق الإنسان في الجزائر، واعتبره فعلا محليا معزولا ويمكن مراجعته وإلغاؤه مستقبلا في الاستئناف. كما اعتبر قسنطيني أن ملف الحقوق الاجتماعية من شغل وسكن تشكل اليوم أولوية الأوليات للجزائر في المرحلة القادمة ويجب أن تأخذها على محمل الجد. على صعيد آخر انتقد فاروق قسنطيني عقوبة الإعدام الصادرة في حق رعية جزائري في العراق واعتبره خرقا لحقوق الإنسان، لأن المحاكمة لم تكن عادلة. كما كشف عن اتصالات جارية بين الطرف الجزائري والتونسي بشأن إيجاد حل ومخرج لمشكلة الحراڤة الجزائريين المتواجدين بتونس. جدير بالذكر أن اللقاء العربي الأوروبي لحقوق الإنسان خصص في طبعته السابعة للحديث عن المشاركة الشعبية في الشأن العام، حيث ركزت مداخلات الخبراء العرب وأوروبيين حول أهمية الحراك الذي عرفه العالم العربي بعد أحداث الربيع العربي وبخاصة دور التكنولوجيات الحديثة في الدفع بالجماهير للمشاركة في الشأن العام وإبداء الرأي، حيث برزت احتياجات للمواطن العربي صار من غير الممكن تجاهلها. زهية. م