كان المثقف الفرنسي البارز ”جان جاك اياغون” قد تولّى إدارة قصر فرساي لأربع سنوات خلت، حيث ترك مهام وظيفته يوم 2 أكتوبر 2011، وفي ما يشبه الوداع قدّم كتابا عن هذا الصرح التاريخي العريق الذي غدا أحد أكثر المعالم التاريخية الفرنسية جذبا للسياح من جميع أنحاء العالم، يشرح فيه ”قصر فرساي في 50 محطة تاريخية”، كما يقول العنوان. يجد القارئ في هذا العمل نوعا من الدعوة للتعرف على أحداث وشخصيات لعبت دورا كبيرا في تاريخ فرنسا وفي تاريخ قصر فرساي أو أنها تركت بصماتها على ديكوره، هكذا يتم الحديث عن لويس الرابع عشر وعصره الذهبي، لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر، وأخيرا عن نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، وزوجته كارلا بروني. كما يقدم المؤلف قصر فرساي، من خلال اللحظات الحاسمة الكبرى التي عرفها خلال تاريخه من حيث أنه كان بالوقت نفسه رمزا للحكم الملكي المطلق ثم مهدا للثورة الفرنسية الكبرى والإطار الذي جرى بداخله التوقيع على اتفاقية السلام التي وضعت حدا نهائيا للحرب العالمية الأولى فيما يعرف بمعاهدة فرساي الشهيرة، وفي المحصلة لم يكن قصر فرساي بعيدا عن أحداث فرنسا وعن تاريخ العالم عامة لقرون عديدة، كما يعيد المؤلف إلى الذاكرة بعض أولئك الذين كانت لهم مساهماتهم الكبرى في إعطاء قصر فرساي قدر كبير من التميز. يذكر أنّ المؤلف جان جاك اياغون، هو أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي الفرنسي اليوم، وبعد أن تولّى إدارة عدة مؤسسات ثقافية وتاريخية، كان لأربع سنوات مديرا عاما لقصر فرساي الشهير، وقد ترك هذا المنصب يوم 2 أكتوبر 2011، من المناصب التي تولاّها مدير مركز جورج بومبيدو ووزير الثقافة في فرنسا. أما الكتاب فقد صدر عن منشورات ”ألبان ميشيل بباريس، عام 2011، وهو يقع في حوالي 333 صفحة من الحجم الكبير.