تسود الأوساط السياسية والإعلامية في مصر حالة من الجدل الحاد، بسبب الرسالة المثيرة التي بعث بها الرئيس محمد مرسي إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بمناسبة تعيين السفير المصري الجديد بإسرائيل، وتركت صياغتها صداها لدى الأوساط النخبوية، كما أثرت في الشعب المصري الذي انتابه الغضب من الكلمات المنمقة التي تضمنتها، فهي لا تعكس موقف حركة الإخوان من إسرائيل، بل تترجم رغبة الرئيس المصري في التطبيع أكثر مع الدولة العبرية والتقرب منها. وقد سارع المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية ياسر علي، لاحتواء هذا الجدل ومحو الغضب الشعبي، بتوضيحه أن رسالة الرئيس محمد مرسي التي حملها السفير المصري الجديد إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ”كانت مطابقة لصيغة الخطابات الدبلوماسية” المعتمدة لتقديم السفراء الجدد، معلقا على عبارة ”عزيزي وصديقي العظيم” بأنه أمر بروتوكولي. وأكد المتحدث في تصريحات أدلى بها أثناء مؤتمر صحفي، مساء أول أمس الخميس، ونقلتها صحيفة الأهرام الرسمية، نص الخطاب الموجه إلى بيريز لترشيح السفير الجديد لمصر بتل أبيب، لكنه أوضح أن خطابات وزارة الخارجية المصرية لترشيح السفراء الجدد ”موحدة وليس بها تمييز لأحد”. وظهر في الرسالة توقيع وإمضاء مرسي، وتوقيع وإمضاء وزير الخارجية محمد عمرو كامل، وأيضاً توقيع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. واحتوى النص على رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين، وتعهد أن يبذل السفير الجديد صادق جهده، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره، وختم الخطاب ب”صديقكم الوفي محمد مرسي”. وتتطابق هذه التصريحات مع ما أدلى به السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق لبوابة الأهرام، قائلا ”إن الصيغة التي كتب بها الخطاب ليست خاصة بإسرائيل، وإن صيغة كتابة مثل هذه الخطابات موحدة، ولا تتغير بتغير المسؤولين أو الإدارة أو المكان الذي يتم توجيه الخطاب إليه”. وأضاف خلاف أن خطابات الاعتماد التي ترسل مع السفراء إلى الدول تحمل اسم الرئيس، فضلاً عن توقيع وإمضاء وزير الخارجية، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن الخطاب لا يتم اعتماده عند الدولة الأخرى إلا بتوقيع رئيس الجمهورية. وأضاف خلاف أن هناك بروتوكولاً دبلوماسياً متعارفاً عليه، لا يمكن أن تتجاوزه أي دولة، ويتم تطبيقه بشكل روتيني وعادي، مع كل سفير جديد، وعادة ما تكون هذه المراسم مغطاة من وسائل الإعلام. نص الرسالة صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدي فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهلا لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، لاسيما أن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد. صديقكم الوفي.. محمد مرسي