يواصل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، مشاوراته مع القادة السياسيين بالبلاد، للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة بعد الأزمة التي تلت اغتيال رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، الذي حملت المعارضة مسؤوليته للحكومة مطالبة باستقالتها. وقال مصدر برئاسة الجمهورية لفرانس برس، أمس، إن سليمان يطرح خلال مشاوراته مع الشخصيات السياسية عقد جلسة حوار وطني للتفاهم على شكل حكومة جديدة تخرج لبنان من المأزق الحالي، على أن تشكل حكومة جديدة وتستقيل الحالية في حال تم الاتفاق بين الفرقاء السياسيين. والتقى سليمان لهذه الغاية، أمس، رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية، فؤاد السنيورة، الذي أبلغه أن التيار برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيقاطع جلسة الحوار هذه، وأنه لن يشارك في أي حوار ما لم تستقل الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي. كما أبلغ السنيورة سليمان امتناع كتلته النيابية عن المشاركة بنشاطات مجلس النواب في كل ما يتصل بالحكومة، واحتفاظ هذا التيار بحقه في استخدام كل الوسائل الديمقراطية لإسقاطها، مشددا على أن البديل هو قيام حكومة حيادية. في المقابل، نقلت صحيفة السفير المحلية عن مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية رفضها اشتراط سقوط الحكومة قبل عقد هيئة الحوار، لأن ”مستقبل الوضع السياسي لا يحتمل المغامرة في ظل الظرف العربي والإقليمي الدقيق”. ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تدعم تشكيل ائتلاف حكومي جديد في لبنان، الذي يشهد توتراً سياسية بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في 19 أكتوبر. وقالت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند للصحافيين، أن ”عدم الاستقرار المصدر من سوريا يهدد أكثر من أي وقت مضى أمن لبنان”. وأضافت نولاند: ”ندعم الجهود الذي يقوم بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان، والعديد من القادة الذين يتمتعون بحس المسؤولية في البلاد لتشكيل حكومة فعالة ولاتخاذ إجراءات ضرورية بعد الاعتداء الإرهابي”، مشيرة إلى أن ”على المواطنين اللبنانيين اختيار حكومتهم التي من شأنها مواجهة هذا التهديد... لأن واشنطن لا تريد حصول فراغ سياسي في لبنان”. وقالت أنه من المقرر أن تجتمع السفيرة الأمريكية مورا كونيللي بالسياسيين اللبنانيين لمناقشة تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في لبنان وفي غضون ذلك، عقدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون محادثات في بيروت مع الرئيس سليمان ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وحذرت آشتون من ”مخاطر الفراغ السياسي في لبنان ورحبت بالجهود المبذولة لإرساء الاستقرار من خلال الحوار الوطني”. وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة سنية في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص. وكان الحسن من أبرز الضباط الأمنيين السنة، وتحول تشييعه الأحد في وسط بيروت، الذي حضره آلاف اللبنانيين إلى تظاهرة شعبية طالبت بسقوط الحكومة. كما قام العديد من اللبنانيين بنصب الخيم أمام مكتب ميقاتي مطالبينه ”بالاستقالة”. من جهته، طالب الجيش اللبناني جميع القادة السياسيين بالحذر خلال التعبير عن رأيهم أمام الحشود ”لأن مصير البلد على المحك”.