مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يزيد إقبال الجزائريين على اقتناء أفضل وأجود أنواع الأضاحي، مع التركيز على اقتناء الكبش "المدحدح" ذو القرنين البارزين كما يقال بالعامية، إلا أن البعض يفضل الكبش الصحراوي، باعتباره من أشهر السلالات تداولا في أوساط الموالين والزبائن والذي بيع منه أكثر من 6 ملايين رأس، حسب رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين. قامت"الفجر"، بجولة استطلاع في بعض نقاط بيع الكباش على مستوى العاصمة وبعض الولايات المجاورة، على غرار تيقصراين، المعالمة، أولاد فايت وتيبازة، أين لاحظنا إقبالا كبيرا من طرف المواطنين على الأضاحي، التي تنتمي إلى سلالة أولاد جلال والرامبي، حسب آراء بعض الموالين ممن تحدثنا إليهم، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار هذه الأخيرة، إلا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتنائها وفق ما يتناسب مع قدرتهم الشرائية. الكبش الصحراوي قبلة الكثيرين يعتبر الكبش الصحراوي حسب مايلقبه البعض، والذي ينتمي إلى المناطق الجنوبية وكذا الهضاب العليا، من أشهر أنواع الكباش المتداولة في الجزائر، والأكثر إقبالا عليه من طرف الموالين والمربين وكذا الزبائن، وفي هذا الإطار كشف العزاوي الجيلالي، رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين " أن الجزائر تحتوي على خمس أنواع من السلالات كالسلالة الحمراء أو الداغمة والتي تتواجد في كل من ولايتي بشار، النعامة، تلمسان، سعيدة وبلعباس، وسلالة الرامبي بولاية تيارت، سلالة أولاد جلال بولاية بسكرة ومسيلة وكذا سلالة تعظميت وهي سلالة هجينة بين سلالة أولاد جلال والرامبي، إلا أنها سلالة غير مشهورة متواجدة في الحدود التونسية وسلالة لاباربارين. في السياق، أضاف العزاوي جيلالي "أن السلالات المتدوالة في الجزائر من أجمل وأشهر الأنواع على المستوى العالمي لتوفرها على مواصفات ذات جودة عالية كالصوف الأبيض والذيل الرقيق، بالإضافة إلى حجمها الكبير المتناسق، على غرار سلالة أولاد جلال المنتشرة بولاية بسكرة والتي تنقسم بدورها إلى عدة أصناف كالصنف الشلالي والسلالة الحضنية التي يكثر الطلب عليها من قبل المربين بسبب وزنها، وكذا السلالة الجلالية". وأشار المتحدث "أن مناطق الهضاب العليا تحتوي على 12 مليون هكتار يتواجد بها 23 مليون رأس غنم توظف 20مليون شخص، قائلا "إنه وللأسف نفتقر إلى الدعم المباشر والمتمثل في الإرشاد الفلاحي وكذا النصائح العلمية لتحسين وتطوير الإنتاج لأننا نعتمد فقط على الكفاءات الذاتية في تسيير الأمور". سلالات "تعظميت" مهددة بالانقراض ومن بين السلالات الأقل تداولا في السنوات الأخيرة، وهي سلالة تعظميت المتواجدة في الحدود التونسية، وذلك لقلة الطلب عليها من طرف المستهلك الذي لم يعد يميز بين أجود أنواع اللحوم من حيث المردودية، وفي هذا السياق، قال العزاوي جيلالي "إن المركز التقني لتربية الحيوانات في ولاية سعيدة يسهر على حماية وتربية هذا النوع منذ قرابة سنتين لتطوير الإنتاج، مشيرا إلى أن لحم هذا النوع يعد من أجود أنواع اللحوم مردودية، حيث يحتوي الكيلوغرام الواحد على 750غ لحم و250 عظم على عكس سلالة أولاد جلال الذي يحتوي الكيلو غرام من اللحم على 250غ لحم و750غ عظم". ... وآخرون يفضلون الكبش "المدحدح" من جهة أخرى، لا يولي البعض اهتماما بأنواع الكباش أو سلالتهم، بل ويركزون انتباههم فقط على حجم الكبش ومدى نظافته، أمثلة كثيرة وقفنا أمامها لبعض الأشخاص الذين لايعيرون اهتماما لأصل الكبش وإنما يبحثون فقط عن السعر المناسب الذي يلائم قدرتهم الشرائية، وهو ما جاء على لسان منير يقطن ببلدية زرالدة، الذي يبحث عن الكبش المدحدح أو السمين، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار جعل الكثيرين يعزفون عن شراء أفضل وأشهر السلالات وإنما يبحثون عن كبش يلام قدرتهم الشرائية فقط".