عرف موسم ال 2012 خلال الأشهر الأخيرة ركودا فنيا كغيره من المواسم السابقة التي لم تنتعش فيها الساحة الفنية الجزائرية إلا في مناسبات معينة، على غرار سنة ال 2010 التي شهدت حركية نوعية على مستوى الإنتاج الفني الذي ارتبط في مجمله بالأغاني الرياضية التي رافقت تأهل الفريق الوطني لكأس العالم. طالما ارتبط جديد الفنانين الجزائريين بإعادة الأغاني القديمة أو تقديم إنتاج كبار الفنانين بتوزيعات جديدة، ونادرا ما احتك مجال الفن في الجزائر بجديد خالص يضفي على حقلها الإبداعي نوعا من التميز، لكن حتى هذا الجديد تطرحه إلى السوق ظروف معينة تكون في الغالب مؤقتة، يتزاحم خلالها المطربون على استغلال المناسبة ويتنافسون من أجل تحقيق أرباح معقولة تُعوّض فترة ركود سوق الأغاني عندهم، لكن حتى هذه العينة من الفنانين تنقسم إلى قسمين بين فئة وفية لمناسبات خاصة على غرار الأوفياء للكرة الجزائرية ومناصرة صناع أمجادها على غرار الشاب توفيق، حسيبة عمروش، الشاب عقيل، رضا سيكا، الشابة صونيا، كادير الجابوني، الشاب محفوظ، الزاهي شرايطي وأسماء أخرى، فيما ارتبطت أسماء جديدة بالمناسبة محاولة إيجاد مكان لها في الساحة الفنية، لأنها ببساطة اختارت دخول مجال الغناء بألبومات رياضية صنعت الفرجة في أوساط الجزائريين ورافقت انتصارات أبطال كرة القدم الجزائرية، ويتعلق الأمر بشباب مبتدئين على غرار الشاب نسيم واحد من الوجوه الصاعدة الذي قدّم في ألبومه الأول أغنية للفريق الوطني بمناسبة تأهله إلى نهائيات جنوب إفريقيا. والأكيد أن تأهل الفريق الوطني لنهائيات كأس أمم إفريقيا قد فتح شهية العديد من الأسماء الفنية المنشطة لهذه التظاهرات التي يستنفر لها الشارع الجزائري بأكمله فما بالك بالمطربين، الأمر الذي أكده الشاب عقيل في اتصال له مع ”الفجر”، حيث قال إنه حريص دوما على دعم محاربي الصحراء، لأنه من عشاق الكرة المستديرة من جهة كما يعتبر مساندته لأبناء الوطن واجب لا يستغني عنه مهما اختلفت الظروف، وأضاف عقيل أنه بالإضافة إلى انشغاله بتحضير ألبومه الجديد الذي سيصدر مع نهاية السنة الجارية فهو يفكر في تقديم أغنية خاصة للفريق الوطني دعما منه لجهود أبناء الكرة الجزائرية الذين يساهمون في إدخال الفرحة إلى قلوب الملايين من الجزائريين، لذلك لا يتوانى الفنان كما قال في تقديم مساهمته في هذه الفرحة عرفانا منه لمجهوداتهم، وقال ”أتمنى أن يشرفنا فريقنا بالحصول على كأس أمم إفريقيا والتأهل مجددا إلى نهائيات كأس العالم سنة 2014 بالبرازيل”. من جهة أخرى، لن يتأخر الشاب توفيق السبّاق دوما إلى صنع التميز في المناسبات الرياضية وغيره من المطربين الذين اعتادوا إشعال سوق الفن في الجزائر في كل مناسبة رياضية، على تقديم تحيته الخاصة للفريق الوطني خاصة وأن جديده الفني ضم أغنية تحمل عنوان ”نديرولكم سوربريز باش هكذا تجيكم لا كريز”، خاصة وأن تاريخه الفني يشهد على ارتباطه الوثيق بالكرة، كيف لا وهو الذي جُند قبل لقاء الجزائر - ليبيا، لتهيئة أجواء المباراة من خلال حفل فني نظمته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قبيل انطلاق المواجهة بين الفريقين، كما لا ينكر أحد الدور الذي يلعبه الفنان في عمليات التحسيس الخاصة بنبذ العنف في المدرجات ونشر ثقافة الروح الرياضية في الملاعب الجزائرية، ونفس المساهمة يقدمها كادير الجابوني الذي لن يحرم الخضر من ألحانه التي تبث الحماس في أوساط المشعين بشكل خاص والجزائريين بصفة عامة، إلى جانب ذلك من المنتظر أن تعرف الساحة الفنية خلال الأشهر القادمة حركية نوعية من شأنها كسر روتين الهدوء الذي شهدته في الأيام الأخيرة رغم ارتباط هذه الحركية باللقاءات الرياضية، يرشح أن يلتقي الجمهور الجزائري مع جديد كل من فرقة ”أو. أر. بي” باب الوادي، فرقتا ميلانو وتورينو”، سامية أيوب، الشاب وحيد السطايفي، فريد الروكير وغيرهم من الفنانين المذكورين آنفا والتي بقيت عناوين أغانيهم راسخة في ذاكرة الصغير قبل الكبير منها ”معاك يا الخضرة ”، ” يا العمدة ”، ”آلي آلي الشبكة”، ”الجزائر بلادي ساكنة في قلبي”، ”الجزائر هي بلادي”، ”إن شاء الله كاس العالم”، ”فرحونا يا لولاد”، ”فيفا الجزائر” وغيرها من الأغاني التي يعكف الجزائريون على سماعها طيلة فعاليات المناسبة.