أجمع عدد من الفنانين في حديث جمعهم مع ”الفجر”، على أن الموسم الفني للسنة الجارية كان الأسوأ في مسيرتهم الفنية، رغم أن الموسم انطلق قبل أوانه وبالتحديد في الشهر الأخير من السنة الفارطة، بعد تأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم التي أقيمت منتصف السنة الجارية بجنوب إفريقيا وكان قويا في بدايته إلا أنه تذبذب بمجرد خروج الجزائر من المونديال وحلول شهر رمضان الكريم. يقول مطرب الأعراس، زاهي شرايطي، إن تحول العديد من المطربين إلى تأدية وتقديم الأغنية الرياضية، كان الحل الأمثل لعدم دخولهم في دوامة الغياب عن الساحة الفنية، خاصة أن هذا الموسم لم يكن في صالح الفنانين الجزائريين، عدا المطربين الذين قدموا الأغاني الرياضية، أمثال الشابة صونيا، رضا سيتي 16، كادير الجابوني، عقيل، وغيرهم. ولكن رغم هذا- يضيف المتحدث - إلا أن هؤلاء لم يستطيعوا الصمود ما بعد المونديال، بدليل أننا اليوم وقبل أشهر قليلة من نهاية الموسم الفني لسنة 2010، لم نسجل أغنية واحدة، ولا مطربا واحدا استطاع أن يفرض نفسه في المشهد ككل، ويمكننا أن نضعه في خانة مطرب الموسم أو أغنية الموسم”. وفي رده على سؤالنا حول الطريقة التي تمكنهم كفنانين أو شركات الإنتاج التي تتعاقد معهم على إنقاذ الموسم الفني، يقول شرايطي إن أغلب الفنانين اليوم دخلوا إلى استوديوهات التسجيل للبدء في وضع اللمسات الأخيرة على أغاني ”اللايف” أو الأغاني المنفردة التي ستصدر مع نهاية السنة الجارية، علهم يتداركون، من خلال هذه الخطوة، الخسائر التي تكبدوها سواء هم كفنانين أو شركات الإنتاج التي تتعرض سنويا إلى الخسارة من جراء قرصنة الألبومات التي تطرحها تلك الشركات في الأسواق. على صعيد آخر، يحضر شرايطي لأغنية ”سينغل”، ستصدر مع احتفالات رأس السنة، في ألبوم يضم عددا من نجوم الأغنية الجزائرية. الشاب توفيق يقول إنه شخصيا اختار منذ سنوات أن يقدم الأغنية الرياضية، لذلك فهو لا يشعر أن هناك اختلافا بين الموسم الحالي والمواسم السابقة في مسيرته الفنية، لكنه عانى هذه السنة كغيره من المطربين من غياب الحفلات والإلتقاء بجمهوره ومحبيه، وبرر ذلك بتعلق جميع فئات المجتمع بالأغاني التي جاءت مصاحبة لانتصارات ”الخضر” في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم الأخيرتين، ومع انقضاء هذا العرس تذبذب تسويق الأغاني التي سجلت بداية هذه السنة، والتي انحصر أغلبها في تمجيد انتصارات المنتخب الوطني. ويضيف توفيق قائلاً: ”الموسم الفني هذه السنة كان قصيرا جداً لأن العطلة الصيفية كانت مصاحبة للعرس الكروي، وبمجرد انتهاء هذا العرس حلّ علينا شهر رمضان المعظم، ما جعل الناس لا تهتم لا بالفن ولا بالفنانين”، أما بخصوص تحضيراته الحالية فقد صرح المتحدث أنه سيحاول إنقاذ موسمه الفني بطرح عمله الفني الجديد الذي سيكون حاضرا في الأسواق خلال الأسابيع القليلة القادمة. نجمة الموسم الفني لهذه السنة، الشابة صونيا، كان لها رأي آخر، غير الرأي الذي قاله شرايطي وتوفيق، إذ اعتبرت هذه السنة هي سنة النجاحات الفنية والشهرة التي كانت تبحث عنها منذ فترة، فقد استطاعت صاحبة ”وان تو ثري فيفا لالجيري”، الذي حققت به رفقة الشاب محفوظ شهرة واسعة داخل الوطن وخارجه، أن تفرض نفسها في الساحة الفنية لسنة 2010، وحققت بأغانيها التي طرحتها عن المنتخب الوطني، والتي تعدت 3 أغنيات، نجاحا تلو الآخر، لذلك فهي ترى أنها أحسنت الإختيار، لكون ما قدمته على مستوى اللحن والكلمة لم تكن مجرد أغنية عابرة لحدث عابر، بل لازالت أغنيتها رغم النتائج السلبية التي حققها المنتخب الوطني، مطلوبة في القنوات الإذاعية والحصص التلفزيونية، وحتى في الأسواق. في سياق متصل، لم تخف المتحدثة رغبتها في تقديم العديد من الأغاني الوطنية والرياضية في المستقبل القريب، لأنها ترى أن هناك العديد من الأغاني التي لا يمكنها أن ترتبط بمناسبة معينة فقط وتنتهي مدة صلاحيتها بعد انقضاء تلك المناسبة، لذلك فهي ستحرص على أن تكون أغانيها مزيجا بين الوطنية وحب الوطن، وتمجيد انتصارات أبنائه ليس في الكرة فقط بل في كل الميادين. الشاب خلاص، الذي لم تكن له فرصة الظهور كثيراً في الوسط الفني هذه السنة، على عكس السنوات الماضية، اختار أن ينقذ موسمه الفني بإطلاق أغنية سينغل ستصدر قبل نهاية الموسم الحالي مع فرقة راينبي فيفر، إذ يتوقع أن يحمل هذا الألبوم أغان لكل من الشاب بلال، الشابة جنات، الشابة سهام، الذين لم يحقق أي منهم حضورا في الموسم الفني الحالي، عكس المواسم الفارطة التي كانت تشهد فيها الساحة حضورا متميزا لنجوم الراي في مختلف المحافل المحلية والوطنية والأجنبية. وسيوقع خلاص نهاية السنة الجارية حضوره الفني في عدد من المدن الفرنسية والأوروبية، أين سيحيي رفقة كل من الشاب نسيم، والنجم الجزائري المغترب نجيم، عددا من الحفلات الفنية في مرسيليا، تولوز، ومونتريال. ويستعد كل من كادير الجابوني، وهواري منار والشاب مانينو، إلى طرح أغانيهم المنفردة من أجل تحقيق مع نهاية السنة الجاري، وخاصة في حفلات رأس السنة، وبداية السنة الجديدة 2011، بعض النجاح في محاولة منهم لإنقاذ موسمهم الفني للسنة الجارية، حيث سيطرح الشاب مانينو أغنية جديدة تحمل عنوان ”محال انزيد نآمن فيك”، من كلمات وألحان الشيخ كرمالي، والتي يتوقع أن يحقق بها نجاحا كبيراً، خاصة أن هذه الأغنية التي قدمها في العديد من السهرات والحفلات الخاصة لقيت إقبالا كبيرا من قبل الجمهور. من جانبها، تحضر شركة ”دنيا إيديسيون” طرح بعض الألبومات الفنية لعدد من مطربي الراي، في محاولة منها لإنعاش سوق الكاسيت عندنا بعد ركود دام لأشهر طويلة.