وجه سكان قرية أهل الونان التابعة لبلدية عقاز، بولاية معسكر، نداء استغاثة لممثلي السلطات العمومية من أجل تفعيل إجراءات من شأنها الحد من تراكمات ومخلفات مصنع الإسمنت الأبيض الجزائري، القريب من محيط القرية وعدد من التجمعات السكنية. حسب مضمون المراسلة، فإنه بات يسجل توالي الإنفجارات بشدة في أوقات عديدة لا تتناسب مع مواقيت السكون، التي عادة ما تكون خلال الفترات الصباحية، الأمر الذي أحدث تصدعات وتشققات بالأبنية السكنية والتي طالت أيضا عددا من المؤسسات التعليمية. وتعدى ذلك على الأراضي الفلاحية التي تشكل مساحة شاسعة بالمنطقة، وأفرز ذلك تحول 15 بالمائة منها إلى أراض قاحلة بفعل تطاير الغبار السام وافتراشه على الغطاء النباتي، ما أفضى إلى نزوح آلاف أنواع الطيور كظاهرة أثرت على الوضع البيئي. وقد اشتكى عدد من مستعملي الطريقين الوطني والسيار من حجب الرؤية لدى السائقين، خاصة ممن يعبرون الخط الرابط بين معسكر ووهران. وقد لفت مختصون بيئيون بولاية معسكر بوجوب تفعيل الدراسات الميدانية حول التدهور البيئي الناجم عن المحاجر ومصانع الإسمنت وتشخيص كافة الملوثات، ومن ثم السيطرة عليها، لكونها تحتوي على انبعاثات الغبار الأصفر والذي يتشكل من مواد سامة، كأكسيد الأزوت وأكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون، وعدد من المركبات الهيدروكربونية والوقود. بينما تعد مادة “ديوكسين” من أكثر المواد تسمما بعد أن استخدمها الأمريكيون في حربهم ضد الفيتنام لكونها أشد فتكا بالبشر. وكانت عدة تقارير سابقة أعدتها مصالح الحماية المدنية ومديرية الصحة لولاية معسكر، قد كشفت عن تعرض أكثر من 1200 شخص إلى الإصابة بداء الربو من عموم الأمراض الصدرية الأخرى بالضواحي القريبة من محيط مصنع الإسمنت والمحاجر، خاصة لدى الأطفال دون 15 سنة.