طالب سكان حي مزاري وسوكرام بوادي الفضة بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية بالشلف، بغلق المحاجر المتواجدة بالقرب من أحيائهم السكنية والتي أضحت مع مرور الأيام تشكل خطرا على صحتهم وصحة أبنائهم بعد إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة، تتقدمها مرض الحساسية والربو، فضلا عن ضياع مزروعاتهم وفلاحتهم والتأثير الملاحظ على المحيط البيئي الذي صار مشوها وملوثا بالغبار وبذرات الحصى المنتشرة في الهواء، والمنبعثة من هاته المحاجر التي ينشط بعضها دون ترخيص قانوني يشكو سكان القريتين القريبتين من مواقع المحاجر من تطاير الغبار وتلوث المحيط القريب منها، بفعل الحركة الكثيفة لشاحنات نقل الحصى إلى ورشات الإنجاز من هذه المحاجر، نتيجة لما آلت إليها بيئتهم من تدهور خطير وكذا للتشققات التي طالت منازلهم بفعل التفجيرات التي يقوم بها أصحاب هذه المحاجر لتفتيت الكتل الصخرية بهذه المنطقة. وما زاد من تعقيد الوضع حسب السكان، إقدام أحد المستثمرين على إنجاز محجرة جديدة لا تبعد عن مقر سكناتهم بأكثر من 150 متر، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع على اعتبار أن المحجرة القديمة كانت تبعد عنهم بما يقارب الألف متر، ومع ذلك سببت لهم متاعب صحية وبيئية خطيرة لا يزالون يتجرعون آثارها على مر الأيام. ويعيش نفس الوضع سكان بقع المزاواة التابعة لبلدية حرشون، والدحامنية وكذا الشاخرة، ببلدية وادي الفضة، حيث أعربوا عن استيائهم من عدم مبالاة السلطات المحلية لمطالبهم المتمثلة في ضرورة إيجاد حل للأضرار التي تسببها المحاجر القريبة من سكناتهم والتي أضحت تشكل خطرا كبيرا على أبنائهم بفعل الغبار المتطاير من هاته المحاجر، وتسبب لهم أمراض الحساسية والربو، لا سيما أنها تستعمل مادة الديناميت لاستخراج وتفتيت الحصى. ويشتكي السكان من الأضرار البيئية التي تسببها هذه المحاجر بالإضافة إلى الأضرار المادية المتعلقة بمساكنهم التي مستها في معظمها التشققات والتصدعات بفعل استعمال المتفجرات في مثل هذه العمليات المنجمية التي يعانون منها منذ ما يصل إلى خمس سنوات كاملة، دون إيجاد وسائل حديثة في الحفر والتنقيب، حيث اعتاد السكان المجاورون للمحجرة على توقيت التفجير اليومي الذي يبدأ من الخامسة إلى غاية الساعة السادسة. ويطالب هؤلاء السكان السلطات المعنية بمراقبة استثمارات هؤلاء الأشخاص ومدى مطابقتها مع المعايير المتعلقة بالبيئة ومدى تأثيرها على صحة السكان المحليين، مع التشديد في منح مثل هذه التراخيص خصوصا إذا كانت قريبة من التجمعات السكانية كما هو الشأن بهذه الناحية من الولاية.