أدخلت أزمة الغاز الطبيعي التي لا يزال يعاني منها سكان معظم القرى والمداشر بالبلديات الشمالية لولاية سطيف المواطنين في موجة من الإحتجاجات جابت العديد من المناطق، حيث شهدت معظم المناطق غليانا حقيقيا خلال اليومين الماضيين بعد أن تولد في نفوسهم إحساس بما يسميه السكان ”الحقرة والتمييز” في ولاية يتحجج فيها المسؤوليين بتحقيق نسبة تفوق ال 90 بالمائة من التغطية بهذه المادة، لكن الواقع وعلى حد تعبير سكان المنطقة ممن تحدثوا إلى”الفجر” بمرارة كبيرة يؤكد العجز المسجل وهو ما تترجمه الوضعية الكارثية التي أضحى السكان يمرون بها ولم تعرفها الولاية منذ سنين. فخلال اليومين الماضيين وبعد اندلاع الانتفاضة العارمة التي شهدتها أعراش بلدية تالة إيفاسن، انتقلت العدوى بسرعة إلى دائرة ماوكلان، حيث أقدم سكان كل من قرى أولاد بوعرورة، زواوة وعين مرقوم على قطع الطريقين الوطنيين رقم 103 و75 أمس، احتجاجا –حسبهم- على تحويلات مشاريع الغاز من منطقة إلى أخرى، وكذا فشل انجاز بعض المشاريع على غرار ما آل إليه مشروع تزويد مدينة تيزي نبراهم الذي تعاقبت على انجازه ثلاث مقاولات لكنه لايزال مشكلا عالقا إلى حد كتابة هذه الأسطر، مع العلم أنه كان متوقعا أن يفارق السكان قارورات الغاز قبل نهاية الصيف الماضي ودفاتر شروط الانجاز تؤكد ذلك. هذا وقد أقدم سكان قرية لعقاقين صبيحة أمس، على غلق الطريق الوطني الرابط بين عين روى وبوعنداس احتجاجا على عدم تجسيد الوعود القاضية بتزويد القرية بالغاز الطبيعي مستعملين الحجارة والمتاريس مع إضرام النار في العجلات المطاطية الأمر الذي خلف فوضى عارمة واختناقات مرورية كبيرة على مستوى هذا المحور الهام الذي يربط أزيد من 10 بلديات شمالية بعاصمة الولاية. وفي إطار تداعيات الانتفاضة السائدة في المنطقة، وقفت ”الفجر” على أهم الأسباب التي كانت وراء هذا الوضع، حيث تتجلى وبعد تحقيق أجري أن السبب الأول يتمثل أساسا في الوعود الوهمية التي عمقت المشكل بعدما بدأ السكان يحسون بتماطل السلطات المعنية المكلفة بإنجاز المشاريع الخاصة بالغاز، حيث لم يلاحظ ميدانيا جدية لدى المصالح لتدارك العجز، لاسيما بعد تعرض العديد من المشاريع للفشل كمشروع تزويد مدينة تيزي نبراهم، وما زاد الطينة بلة هو النعرات التي تحدث بين أعراش المنطقة الشمالية، والتي يسببها حسب شهادة بعض المتتبعين لهذا الشأن من أبناء المنطقة سياسة بعض الأطراف المتعمدة في إثارة هذه النعرات، قصد توجيه الصراع الذي ينشب بين السلطات والسكان إلى ما بين المواطنين. وتبقى البلديات الشمالية بحاجة إلى إعادة النظر، كما يعلق السكان آمالهم على الاستحقاقات القادمة التي من شأنها أن تساهم في تحقيق تطلعات أزيد من ربع سكان ولاية سطيف.