هنأ البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الأقباط الجديد تواضروس الثاني، غداة فوزه بهذا المنصب، داعيا إياه إلى المساهمة في “بناء مصر الجديدة في إطار السلام والتناغم” و”مصلحة الشرق الأوسط بأسره”. وقال الحبر الأعظم، في برقية تهنئة أرسلها إلى بابا الأقباط الجديد، إنه على ثقة أن “البابا تواضروس الثاني سيكون أبا روحيا أصيلا لشعب المؤمنين على غرار سلفه البابا شنوده الثالث، كما سيضطلع بدور الشريك مع جميع المواطنين في عملية بناء مصر الجديدة في إطار السلام والتناغم وخدمة الخير المشترك ومصلحة الشرق الأوسط بأسره”. وأضافت الرسالة التي نشر مضمونها بالعربية موقع إذاعة الفاتيكان أن رأس الكنيسة الكاثوليكية “عبر عن أطيب تمنياته لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الجديد ولأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كافة، سائلا الله أن يمنح قائدها الجديد فيض بركاته السماوية”. وأكد بنديكوتس السادس عشر في برقيته أنه “في زمن التحديات المطروحة أمامنا من الأهمية بمكان أن يكون جميع المسيحيين شهودا للمحبة التي تجمع بينهم”. وإذ أشاد ب”التقدم الهام الذي تم إنجازه في عهد البابا شنوده الثالث في مجال العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية”، أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن أمله في أن يؤتي الحوار “الثمار المرجوة عن طريق تعزيز التضامن وتحقيق المصالحة”. واختير الانبا تواضروس بابا الاحد ليصبح بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الرقم 118. ويأتي اختيار البابا الجديد للأقباط في ظل أجواء من التوتر والقلق تعيشها هذه الطائفة مع وصول التيار الإسلامي للحكم وتولي الرئاسة قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين. وتكررت حوادث العنف الطائفي في الفترة التي تلت سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فيفري 2011، وشهدت تلك الأحداث في كثير من الأحيان سقوط قتلى من الجانبين. ويشكو الأقباط منذ زمن طويل مما يعتبرونه تمييزا ضدهم وضعفا في تمثيلهم داخل الحكومة وفي إدارات الدولة. ويمثل الأقباط ما يراوح بين ستة وعشرة بالمائة من عدد سكان مصر البالغ 83 مليونا، ويشكلون أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط.